له عقیدې تر ثورت (٥): ایمان او عمل - امامت
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
ژانرونه
فرق المعارضة في مقابل فرق الأمة هي التي تنشأ من الداخل أساسا قبل أن تنشأ من الخارج، وتعبر عن قوى اجتماعية وسياسية داخلية، ثم تلتحم فيما بعد مع فرق الأمة لتقوية مواقفها وتدعيم عقائدها. وهي على ثلاثة أنواع؛ الأول فرق المعارضة السرية في الداخل التي تقوى على المعارضة العلنية في الداخل أو في الخارج، والتي تعبر عن مجتمع الاضطهاد عن الأقلية المحاصرة من الأغلبية. رفضت المساومة، وعجزت عن استئناف المقاومة بعد أن استشهد أئمتها، فتحولت إلى حركة سرية تحت الأرض تنتظر الفرصة السانحة لمعاودة النشاط العلني واستمرار المقاومة الفعلية. والثاني المعارضة العلنية في الخارج التي تستأنف النضال العلني، ولكن في جماعات منفصلة على هوامش المجتمع وفي محيطه، وليس في وسطه ومركزه، لتقويض مجتمع البغي بالانقضاض على أطرافه من الخارج بدل تقويضه من الداخل، عن طريق إفراغ قلبه وهدم سلطته. والثالث المعارضة العلنية في الداخل، وهي المعارضة المستمرة التي تبغي الدخول في الصراع العقلي أولا؛ فهي مقدمة للصراع الفعلي وشرطه. تعتمد على العقل والحوار، وعلى استعمال الحجج والبراهين. تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علنا بالحق مستوفية شروطه كأصل من أصول الدين، ولا تستعمل إلا السلاح العقلي من أجل تنوير الناس وتثوير الجماهير. فإذا غاب الانفعال والفعل على الفريقين الأولين، فإن العقل والتنوير هما الغالبان على الفريق الثالث. وإذا سهل اتهام الفريقين الأولين بقلب نظام الحكم واستعمال العنف، فإنه يصعب اتهام الفريق الثالث لأنه يجهر بالحق ولا يخفي شيئا، ويدعو إلى إعمال العقل ويطلب البرهان، ولا يتسلح إلا بحرية الفكر الذي لا يعيش القهر والبغي إلا في غيابه؛ لذلك كان الهجوم الأكبر من فريق السلطان على المعارضة العلنية في الداخل؛ فالأولى يسهل حصارها عقائديا لمغالاتها في تصوير العقائد وقيامها بالنشاط السري، والثانية يسهل حصارها عمليا لانقضاضها بالسلاح على جماهير الأمة. أما الثالثة فيصعب حصارها نظريا لقوة أصليها، التوحيد والعدل، وعمليا لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتنصح الحكام، وتدعو إلى الشورى علنا والناس شهود، وليس أمام السلطان إلا الإقناع أو الاقتناع.
38 (3-1) المعارضة السرية في الداخل
وتشمل كل الفرق التي ظهرت في مجتمع الاضطهاد، يغلب عليها طابع التحول إلى الداخل، والانقلاب إلى الباطن، والمغالاة في الرفض، والتشيع والتحزب لفريق دون فريق.
39
تغلب على عقائدها موضوعات الألوهية والنبوة والإمامة، دون العدل بعد أن كفروا بالعدل في الدنيا، ودون المعاد بعد أن رفضوا العدل في الآخرة. وفي مقابل الاختيار الإنساني يضعون القدر، وفي مقابل العقل يضعون الروح. ويرون الإيمان نفاقا، والعمل تبريرا للظالم. غرض المعارضة السرية في الداخل تقويض الدولة وهدم النظام، والقضاء على السلطة اللاشرعية. فإذا ما اتحدت مصالحها مع إحدى فرق الأمة الحضارية، فإن المؤامرة تتحول إلى نظام الإسلام ذاته من أجل ضياع شوكته، ابتداء من ضياع العقيدة والقضاء على أسباب قوتها. ففي الإلهيات تظهر الثنائية بديلا عن التوحيد؛ ثنائية الله والشيطان، الخير والشر. ومع أن الأول خلق الثاني إلا أنهما معا مدبران للعالم؛ وبالتالي يقضى على الدين الجديد القائم على التوحيد، وتعاد الثنائية القديمة، وتساعد ثنائية الخير والشر فرق المعارضة على مقاومة سلطة البغي؛ لأنها عقائد صراع بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين المقهور والقاهر، وكما تساعد عقائد التوحيد عند الفرقة الناجية على قهر المعارضة باسم الإله الواحد والسلطان الأوحد. وبالنسبة للنبوات، لما كان تركيز فرقة السلطان على أن المعجزة هي الدليل على صدق النبوة، فقد أنكرت المعجزات الخارقة للعادة من أجل إنكار النبوة وتقوية الأئمة. كما تم إنكار الملائكة من السماء الحاملين للوحي في معرض إنكار النبوة من أجل تقويض مصدر النبوة في الوحي. وتم تأويل الملائكة لحساب المعارضة؛ فجبرائيل وميكائيل وإسرافيل زعماؤها، أما الشياطين فهم مخالفوهم، الأبالسة علماء السلطان.
40
ليس الأنبياء سحرة، بل قادة. هم قوم أحبوا الزعامة، فساسوا العامة بالنواميس والحيل طلبا للزعامة وبدعوى النبوة، ثم استعبدوهم بالشرائع من أجل إبقاء الناس تحت إمرتهم، على عكس الأئمة الذين يأتون لتحرير الناس، لكل نبي دور سبع، إذا انقضت ظهر في دور آخر. يقومون بتأويل الشرائع حتى تخف قبضتها على الناس ويتحررون منها؛ فالصلاة الثناء على الإمام، والزكاة دفع الخمس إليه، والصوم الإمساك عن إفشاء أسرارهم عند مخالفيهم، والزنا إفشاء أسرارهم بغير عهد. وينتهي التأويل إلى إسقاط العبادات والحدود؛ فيباح الخمر، ويباح نكاح ذوات المحارم، ويعود دين المجوس. فإذا كانت الثنائية عقيدة صراع لمجتمع الاضطهاد في مقابل عقيدة التوحيد لمجتمع الغلبة، فإن الإمامة أيضا تكون في مجتمع الاضطهاد ووسيلة تحرر من النبوة كعنصر قهر في مجتمع الغلبة. وإذا كان تطبيق الحدود والشرائع في مجتمع القهر وسيلة للضغط الاجتماعي، فإن تأويل الشرائع في مجتمع الاضطهاد وسيلة للتحرر من الشريعة حتى تسقط نهائيا، ويتحرر الإنسان مع نفسه أولا قبل أن يتحرر من الآخر، وإلى الداخل قبل أن يتحرر إلى الخارج؛ فالإباحة رد فعل طبيعي على الكبت. وإن طبيعة السلوك في المجتمع المغلق هو التحرر في إطار الانغلاق، التحرر المنعكس على الذات كوسيلة لتقويض مجتمع القهر من الداخل.
41
وكان من الطبيعي أن تحكم عليها فرقة السلطان بأنهم مجوس، تؤخذ منهم الجزية، وتحرم ذبائحهم ونكاحهم، أو بأنهم زنادقة تقبل توبتهم إذا جاءوا تائبين، ولا تقبل بعد ضبطهم متلبسين في خلاياهم السرية.
42
ناپیژندل شوی مخ