له عقیدې تر انقلابه (۳): عدل
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
ژانرونه
القضاء والقدر. وتعني عقيدة القضاء والقدر أن كل ما يحدث في العالم مكتوب من قبل ومسطر على صفحة الكون. يحدث بالضرورة بصرف النظر عن إرادة الإنسان. والفعل الإنساني ما هو إلا منفذ له بالضرورة. ولا تقلل التفرقة بين الوصف والحكم شيئا من الجبر، فالوصف علم، والعلم الإلهي كامل، ومن كمال العلم وقوعه كالمعلوم وإلا كان علما إنسانيا خالصا تكون فيه الفجوة بين العلم والواقع حادثة. لا يهم إذن إذا كان المكتوب وصفا أو حكما، فالحكم وصف والوصف حكم، والعلوم الوصفية علوم حكمية. و«اللوح المحفوظ» صورة فنية للتدوين والتسجيل، والعلم المحفوظ دون جهل أو نسيان وإلا كان أمرا سمعيا خالصا يدخل في السمعيات ويخرج عن العقليات طبقا لبناء العلم. وخلق الأفعال، والحسن والقبح العقليان أي موضوعا العدل مع التوحيد من العقليات.
18
والقضاء والقدر متلازمان، الأول هو الأساس والثاني هو البناء. الأول هو الخطة والثاني تحقيقها. الأول هو الممكنات (اللوح) والثاني التحقيقات في الأعيان. الأول هو الإجمال والثاني هو التفصيل. وهو ما يقابل عند الإنسان علاقة النظر بالعمل أو العام بالخاص أو الكل بالجزء أو الممكن بالواقع أي إنها علاقة إنسانية صرفة تكشف عن بنية الفعل الإنساني.
19
وإذا كانت عقيدة قال بها جميع الأنبياء فقد كان ذلك طبيعيا في مراحل الوحي السابقة قبل أن تكتمل تربية الجنس البشري حتى يستقل عقل الإنسان وإرادته أمام نظام الطبيعة الثابت.
20
وقد تخف حدة الإلزام والجبر في المعنى ويصبح القضاء والقدر مجرد إعلام وإخبار وتبيين وبيان. فهو يشير إلى النظر لا إلى العمل، وإلى العلم لا إلى الإرادة، وإلى نظام الكون لا إلى حرية الإنسان. فالقضاء هنا معناه الحكم أو الأمر أو الخبر وليس الإجبار والإقهار والتأثير. قد يكون معناه الترتيب والنظام، أي ارتباط سلسلة الحوادث فيما بينها بالعلة والمعلول، وهي الحتمية الطبيعة أساس العلم وليس جبر الأفعال أساس المسئولية الخلقية. هناك الخلق والتقدير على مستوى الكون والطبيعة، ولكن هناك أيضا حرية تامة وخلق إنساني في الطبيعة وتغير لأشكالها وصورها ومسارها، خاصة فيما يتعلق بالنظم الاجتماعية. التبيين والإعلام مجرد كشف العلم، وهذا لا يعرف مسبقا؛ فالعلم بعدي إلا من خطة إنسانية يضعها الإنسان لينفذها ويعد لها ثم ينفذها بالفعل فتكون قبلية بعدية، استنباطية استقرائية معا مثل الوحي بدليل النسخ وتطور النبوة. وقد يكون الإلزام نفسه إلزاما داخليا باطنيا صرفا أو إلزاما عقليا مبدئيا أو إلزاما أخلاقيا وليس بالضرورة إلزاما خارجيا، وهو ما يعرف الآن بلغتنا المعاصرة باسم «الجبر الذاتي».
21
وكما أن القول بالجبر كان نتيجة طبيعية لإثبات الصفات، فإن عقيدة القضاء والقدر نتيجة طبيعية لإثبات الإرادة والقدرة كصفتين لله، فالله مريد لجميع الكائنات، وقادر على كل شيء. ويصل الأمر إلى اعتبار القضاء والقدر صفاته في الأزل.
22
ناپیژندل شوی مخ