أي دليل أيتها التعسة؟ أي شيء رأيت حتى اضطرمت في نفسك هذه الجذوة الحمقاء جذوة الفرح.
كروسوتيميس :
بحق الآلهة استمعي، ثم اقضي بعد ذلك بأني عاقلة أو مجنونة.
إلكترا :
تحدثي إذن إن كان لك في الحديث أرب.
كروسوتيميس :
سأنبئك إذن بكل ما رأيت، لقد بلغت القبر العتيق الذي استقر فيه أبونا فرأيت سيلا من اللبن يجري عليه، ورأيت المكان الذي خصص لوالدنا قد توج بالزهر، فدهشت لهذا المنظر، وجعلت أجيل الطرف من حولي أتحسس من شخص يقوم، فلما رأيت خلوة المكان دنوت من القبر فرأيت أن أعلاه خصلة من الشعر قد قدت منذ حين قصير، فما هي إلا أن يساورني الحزن لهذا المنظر، وتتمثل أمامي صورة مألوفة فأرى الشخص الذي أحبه وأوثره على الناس جميعا أورستيس، فقد كانت هذه الخصلة آية مقدمة، فآخذ هذا القربان بين يدي وأكتم صيحاتي وأنفاسي وتمتلئ عيناي بالدموع، وأنا الآن كما كنت منذ حين واثقة بأن هذا القربان لم يقدمه أحد غير أورستيس.
نعم أي الناس كان يمكن يقرب لأبينا إلا أن يكون إياك أو إياي، وأنا لم أقرب وأنت لم تقربي أيضا، وكيف تفعلين وليس لك أن تخرجي من القصر للصلاة، وليست خواطر القربان مما يخطر لأمي عادة، ولو فعلته لما استطاعت أن تخفيه علينا، وإذن لم يأت هذا القربان إلا من أورستيس. هلم أيتها الأخت العزيزة تشجعي، إن الناس لا يتلقون دائما معونة فريق بعينه من الآلهة، لقد غضب الآلهة علينا في أكثر الوقت، ولكنهم سيرضون - فيما أرى - منذ اليوم.
إلكترا :
وا حسرتاه! لقد أشفقت عليك من الجنون منذ وقت طويل.
ناپیژندل شوی مخ