ستشتد الخصومة - فيما أرى - فأسرع ما استطعت يا تكروس في أن تجد حفرة عميقة، وتواري أياس في أرضها الرطبة حتى يشتهر قبره أبدا بين الناس. (تدخل تكمسا ومعها أوريساسيس.)
تكروس :
هذا ابن أياس وامرأته يدنوان، بل يصلان في الوقت الملائم ليهيأ قبر هذا الميت التعس. أيها الصبي: تعال هنا، ادن، وضع يدك ضارعا على جثة أبيك، أقم هنا، أدر عينك نحوه وخذ بيدك شعري وشعر أمك وشعرك أنت؛ فهذا قرباننا نحن الضارعين. وأي فرد من أفراد الجيش يجرؤ على أن ينزعك بالقوة من قرب هذا الميت، فلتقض الآلهة على هذا المجرم أن يطرد من وطنه ذليلا، وأن يموت دون أن يظفر بالقبر، وأن يحصد وتحصد أسرته كلها من أصلها بنفس الطريقة التي أجز بها هذه الخصلة من شعري.
خذها يا بني واحتفظ بها، ولا يبعدك أحد عن هذه الجثة، أقم إلى جانبها جاثيا، وأنتم كونوا رجالا كونوا أقوياء، أقيموا حوله، ذودوا عنه حتى أعود وقد هيأت قبرا لأياس برغم هذا الخطر. (يخرج تكروس)
الجوقة (في بطء وحزن) :
أي آخرة، متى تنقضي هذه الأعوام التي لا تنصب، والتي تجر علي في غير انقطاع هذه الآلام التي لا تنقضي، آلام الحرب حول طروادة الواسعة التي قضى بها الذل والشقاء على اليونان، ليته استخفى من قبل في الأرض العريضة أو في دار الموتى التي ينتهي إليها الناس جميعا، ذلك الرجل البغيض الذي علم اليونان الحرب مهما يكونوا وبأسلحة بغيضة، ما أكثر الآلام التي نشأت عن ذلك وولد بعضها بعضا، هذا الرجل أهلك الإنسانية كلها (يشتد الصوت) .
لقد حرم علي هذا الرجل أن أستمتع بالراحة بين الأهل والأصدقاء متوج الرأس مديرا للأكواب العميقة مستمعا لنغمات المزمار ناعما بلذات الحب في هدوء الليل ... لقد حرمت علي لذاته، وقضى علي أن أظل على هذا النحو مستلقيا يبل شعري هذا الندى الغزير في أرض طروادة.
لقد كان أياس منذ حين سورا يقوم من دوني لا تخيفه أهوال الليل ولا سهام العدو، فأما الآن فقد صرعه قضاء عنيف، فأي لذة، أي لذة تحتفظ بها لي الأيام؟ ليتني كنت في ذلك الوطن هناك، حيث يتقدم في البحر رأس تكلله الغابات وتلطمه الأمواج في آخر سونيوم أحي تلك المدينة المقدسة مدينة أتينا. (يدخل تكروس ويتبعه أجامنون.)
تكروس :
لقد أسرعت الخطو حين رأيت زعيم الجيش أجامنون يعدو إلى هذا المكان، ما أشك في أنه يتميز من الغيظ وسيتفجر كلاما مشئوما.
ناپیژندل شوی مخ