206

من اعلام السلف

من أعلام السلف

ژانرونه

حفظ ابن مهدي وضبطه وتثبته ﵀ حفظه وضبطه وتثبته ﵀: تقدم قول الحافظ الخطيب البغدادي: كان من الربانيين في العلم، وأحد المذكورين بالحفظ، وممن برع في معرفة الأثر وطرق الروايات وأحوال الشيوخ. وعن حنبل قال: قال أبو عبد الله: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فـ عبد الرحمن أثبت؛ لأنه أقرب عهدًا بالكتاب. يعني: كان وكيع ضبطه ضبط صدر. وعن عبيد الله بن عمر القواريري قال: أملى عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظًا. وعن خالد بن يزيد الخواص المخرمي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كأن عبد الرحمن بن مهدي خلق للحديث. وقال محمد بن يحيى الذهلي -وهو من طبقة الإمام البخاري، وكان أكبر منه سنًا ومن شيوخه-: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن المهدي كتابًا قط: يعني: كان يحدث حفظًا. وعن عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حدثنا أبو خلدة. فقال له رجل: أكان ثقة؟ فقال: كان صدوقًا وكان خيارًا وكان مأمونًا، الثقة سفيان وشعبة. وهذا يدل على تشدده. وقال ابن حبان في صدر كتابه (الضعفاء): إلا أن من أكثرهم تنقيرًا عن شأن المحدثين وأتركهم للضعفاء والمتروكين حتى جعلوا هذا الشأن صناعة لهم لم يتعدوها مع لزوم الدين والورع الشديد والتفقه في السنن رجلين: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي. وهما من تلامذة شعبة، وكان شعبة أول من نقب عن الرجال. وقال سهل بن صالح: سمعت يزيد بن هارون يقول: وقعت بين أسدين: عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان.

20 / 5