178

من اعلام السلف

من أعلام السلف

ژانرونه

عبادة سفيان الثوري وخشيته عبادته وخشيته: عن علي بن فضيل قال: رأيت سفيان الثوري ساجدًا حول البيت، فطفت سبعة أشواط قبل أن يرفع رأسه، أي: أنه طاف سبعة أشواط وهو في نفس السجدة. وعن ابن وهب قال: رأيت الثوري في المسجد الحرام بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى نودي لصلاة العشاء. وقال رجل لـ سفيان: أوصني! فقال: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر مقامك فيها. وعن عبد الله بن عبدان أبو محمد البغلاني قال: حدثنا عبد الله أن رجلًا كان يتّبع سفيان الثوري فيجده أبدًا يُخرج من لبنة - أي: طوب - رقعة ينظر فيها، فأحب أن يعلم ما فيها، فوقعت الرقعة في يده فإذا مكتوب فيها: سفيان! اذكر وقوفك بين يدي الله ﷿. وعن عطاء الخفاف قال: ما لقيت سفيان الثوري إلا باكيًا. فقلت: ما شأنك؟ قال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيًا. وكما قال بعضهم: كنا إذا جلسنا إلى سفيان كأن النار قد أحاطت بنا؛ لما نرى من خوفه وجزعه. وعن عبد الرحمن رسته قال: سمعت ابن مهدي يقول: بات سفيان عندي فجعل يبكي. فقيل له؟ فقال: لذنوبي عندي أهون من ذلك -ورفع شيئًا من الأرض- إني أخاف أن أُسلب الإيمان قبل أن أموت. وعن يحيى القطان قال: ما رأيت رجلًا أفضل من سفيان، لولا الحديث كان يصلي ما بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، فإذا سمع مذاكرة الحديث ترك الصلاة وجاء. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كنا نكون عند سفيان الثوري فكأنه قد أوقف للحساب فلا نجترئ أن نكلمه، فنعرض بذكر الحديث فيذهب ذلك الخشوع، فإذا هو حدثنا وحدثنا.

17 / 6