الفصل الرابع في دلائل السرطان على مثل ذلك
فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا دل على أنه يظهر في الدن المستولى عليها كثرة النكاح والتوليد والأسفار والنقلة وانقلاب الأشياء من حال إلى حال وعلى أنه ينالهم الجوع والمسكنة بسبب القحط ويكثر خوفهم من أعدائهم ويقع فيهم الطاعون والموت وتكون سنة غير طائلة على الناس لكثرة ما يعرض فيها من القتال وكثرة الجراد المفسد وحيوانات الماء والهوام وعلى أضرار السباع للناس وعلى احتقار الأنهار وزيادة المياه مع برد الربع الربيعي وتوسط هواء الربع الصيفي وكثرة هبوب الرياح الدبورية والسيول وشدة البرد في الربع الشتوي واعتدال هواء الربع الخريفي وزكاء الغروس والزروع ويكون الغالب عليهم لباس الثياب التي تشبه ألوانها لوان الدخان وتوزع ملك بابل وقلة حركته وأسفاره وتطرق الأعداء والخوارج لكثر بلدانه ويناله بتلك الأسباب هموم كثيرة وتراق دماء ويكون دوام ذلك أربعة شهور وتخصب أرض الروم وتعرض لهم اوجاع العيون والحلقوم ويقع النفوق في الخيل والحمير والموت في المواشي ويكثر الماكل والمشارب
وإذا كان أجزاء الطالع في الثلث الأول منه أو كان التسيير فيه أو احد المبتزات أو بلع الانتهاء إليه دل على رجفات وحر الهواء وإن كان في الثلث الأوسط منه دل على حسن تمريج الهواء وإن كان في الثلث الاخر منه دل على هبوب الرياح وإن كان في أجرائه الشمالية دل على شدة الحر وإن كان فى الجنوبية دل على مثل ذلك
فإذ قد أتينا ما أردنا شرحه فلنقطع الفصل
مخ ۱۹۸