وزادني بعض أصحابنا أنه قال له الأعرابي: تحب الله؟ قال أبو عبد الله قلت: نعم، قال: فإنك إن أحببت الله أحببت لقاءه. ثم مضى فلم أزل أنظر إليه حتى غاب فلم أره، قال له أبو محمد الطفاوي: أحمد الله يا أبا عبد الله، فإنك محمود عند العامة، فقال أبو عبد الله: أحمد الله على ديني، إنما هذا دين، ولو قلت لهم، كفرت. فقال أبو محمد: أخبرني يا أبا عبد الله عما صنعوا بك، قال: لما ضربت بالسياط جعلت أذكر كلام الأعرابي وأنا أضرب، ثم جاء ذلك الطويل اللحية يعني عجيفا فضربني بقائم السيف، ثم جاء ذلك يعني أبا إسحاق فقلت: قد جاء الفرج، يضرب عنقي فأستريح، فقال له ابن سماعة: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه ودمه في رقبتي، فقال له ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنه إن قتل أو مات في دارك، قال الناس: صبر حتى قتل، فاتخذه الناس إماما وثبتوا على ما هم عليه، ولكن أطلقه الساعة، فإن مات خارجا من منزلك شك الناس في أمره، وقال بعضهم: أجاب، وقال بعضهم: لم يجب، فيكون الناس في شك من أمره. قال أبو محمد الطفاوي: وما عليك لو قلت؟! قال: لو قلت لكفرت.
مخ ۳۳