محنه على امام احمد
المحنة على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
ژانرونه
وجعل يواصل، يفطر في كل ثلاث على سويق، فمكث خمس عشرة يفطر في كل ثلاث، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة وليلة، لا يفطر إلا على رغيف. وكان إذا جيء بالمائدة توضع في الدهليز، لكيلا يراها، فيأكل من حضر. وكان إذا أجهده الحر تبل له خرقة فيضعها على صدره. وفي كل يوم يوجه إليه بابن ماسويه، فينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله، أنا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علة إلا الضعف وقلة الرز. فقال له ابن ماسويه: إنا ربما أمرنا عبادنا بأكل دهن الخل، فإنه يلين، وجعل يجيئه بالشيء ليشربه فيصبه. وقطع له ذراعة وطيلسانا سودا.
وجعل يعقوب وغياث يصيران، فيقولون له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤاد وفي ماله؟ فلا يجيب في ذلك بشيء وجعل يعقوب وغياث يخبرانه بما يحدث من أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم. ثم أحدر ابن أبي داؤد إلى بغداد بعد ما أشهد عليه ببيع ضياعه. وكان ربما صار إليه يحيى وهو يصلي، فيجلس في الدهليز حتى يفرغ. ويجيء علي بن الجهم فينتزع سيفه وقلنسوته ويدخل عليه.
وأمر المتوكل أن يشترى لنا دار، قال: يا صالح، قلت: لبيك، قال لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم، إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى ومسكنا. فلم يزل يدفع شراء الدار حتى اندفع، وصار إلى صاحب المنزل فقال: أعطيك في كل شهر ثلاثة آلاف درهم مكان المائدة، فقلت: لا أفعل.
وجعلت رسل المتوكل يأتونه يسألونه عن خبره، فيصيرون إليه فيقولون: هو ضعيف، وفي خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله، لا بد له من أن يراك، فيسكت. فإذا خرجوا يقول: إني لأتعجب من قولهم: لا بد له من أن يراك، وما علمهم أنه لابد له من أن يراني؟!
مخ ۱۰۹