میحک نظر

Al-Ghazali d. 505 AH
29

![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_128.png)

فاكتف بهذا القدر ، فإن تمام الإيضاح لا يحصل إلا بالامتحان لى أمثلة كثيرة ، وذلك مما يطول فيه الكلام .

السابع : المشهورات : وهى آراء محمودة أوجبت التصديق بها : إما شهادة الكل ، أو الأكثر ، أؤ شهادة جماهير الأفاضل ؛ كقولك : الكذب قبيح ، وإيلام البريء قبيح ، والإنعام حسن ، وشكر المنعم حسن ، وكفران النعمة قبيح .

وهلذه قذ تكون صادقة ، وقد تكون كاذبة ، فلا يجور أن يعول عليها في مقدمات القياس ، فإن هلذه القضايا ليسث أولية ولا وهمية ؛ فإن الفطرة الأولى لا تقضي بها ، بل إنما ينغرس قبولها في النفس بأسباب كثيرة تعرض من أول الصبا، وذلك بتكرير ذالك على الصبى ، وتكليفه اعتقاده ، وتحسين ذالك عنده .

وربما يضطر إليها حب التسالم وطيب المعاشرة .

وربما ينشأ من الحياء ورقة الطبع ، فترى أقواما يصدقون بأن ذبح البهائم قبيح ، ويمتنعون من أكل لحومها وما يجري هذا المجرى ، فالنفوس المجبولة على الجبن والرقة . . أطوع لقبولها .

وربما حمل على التصديق بها الاستقراء الكثير .

وربما كانت القضية صادقة وللكن بشرط دقيق لا يفطن الذهن لذلك الشرط ، ويستمرآ على تكرير التصديق ، فيترسخ في نفسه؛

مخ ۱۲۶