![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_125.png)
الأدلة العقلية الموجبة لإثبات موجوه ليس في جهة.
والثانية : ربما لم تأنسن بتكذيبها ؛ لقلة ممارستك للأدلة الموجبة له .
وإذا تأملت . . عرفت أن ما أنكره الوهم من نفى الخلاء تطبيق ني ابطلا والملاء. . غيو ممكن ؛ فإلك إذ أثبت خلاء . . فما أراك تجعله قديما ؛ فإن الخلاء ينعدم بالملاء، والقديم لا ينعدم ، ولأنك تعرف أنه لا قديم سوى الله تعالى وصفاته ، وإذا جعلته محدثا . .
~~الزمك أن يكون متناهيا ، فينقطع ، فإذا جاوزت المنقطع . . كنت معترفا بأنه ليس بعده خلاء ولا ملاة .
وهلذه القضايا الوهمية مع أنها كاذبة فهي في النفس لا تتمير عن الأوليات القطعية من قولك : لا يكون شخص في مكانين ، بل تشهد به أول الفطرة كما تشهد بالأوليات القطعية ، وليس كل ما تشهد به الفطرة قطعا هو صادق ، بل الصادق ما تشهد به قوة العقل فقط ، ومداركه الخمسة المذكورة .
وهذه الوهميات لا يظهر كذبها للنفس إلا بدليل العقل ، ثم بعد معرفته الدليل أيضا لا تنقطع منازعة الوهم ، بل تبقى على نزاعها .
فإن قلت : فبماذا أمير بينها (1) وبين الصادقة والفطرة قاطعة بالكل ؟ ومتى يحصل لي الأمان منها ؟
مخ ۱۲۳