
فثار عليهم من يأخذ الأمور من بعد ، فقال : هلذا يؤدي إلى أن يكون جوهڑ غير ساكن ولا متحر ! وهلذا محال ، والمؤدي إلى المحال محال ، فيسلم الكلام المشهور بين المتكلمين أن الحركة والسكون متقابلان ، لا ينفك الجوهر عنهما ، ولمآ يعرف أن الذين قالوا ذالك أرادوا به الذي يبقى مدة يدركه الحس ، فالباقي لا يخلو عن حركة وسكوني ، فإنهم فهموا من السكون لبثا ، فكيف سموا الاختصاص في الحالة الأولى سكونا ؟ فإن كان يسمى به باعتبار أنه ليس بمتحرل.. فليكن متحركاا باعتبار أنه ليس بساكن؛ أي : ليس بلابث .
وهلذا خوض في فضولي بلا طائل بعد معرفة المعنى .
وثار من بعد هذا خيال آخر، وهو أن الحركة إن كان عبارة عن الكون في المكانين . . فلا تكون الحركة قط موجودة في حالي * الأحوال؛ لأن الكون في مكانين يكون في آنين ، فإن نظرت إلى الآن الأول . . فالكون الثانى غير موجو ، وإن نظرت إلى الثانى . .
~~فلا يكولن إلا بعد عدم الأول .
وهذا كما أن تبدل السواد والبياض لا يكون موجودا ؛ أعنى : نفس التبدل؛ لأنه ما دام السواد موجودا . . فلا تبدل ، وإذا وجد البياض بعد عدم السواد . . فلا تبدل ، فيكون التبدل عبارة أطلقث على أمر معقولي يستدعي ثبوته زيادة على آني واحلي ، فقالوا : الحركة لا وجود لها بالفعل في آن ألبتة ، وإنما وجودها في زماني ممتد ،
مخ ۲۳۱