قال القاضي: إلا أن [١٣٠ - ب] عليًا مع قدم إيمانه، وحسن إتقانه، وإيضاح برهانه، له اتصال بنسب، ومواسجة هصب (١)، وقوة سبب.
قال اللص: وكل من قرب هو أفضل؟
قال القاضي: أجل.
قال اللص: ففاطمة أقرب إلى رسول الله ﷺ أم علي؟.
قال القاضي: فاطمة.
قال اللص: فبطلت علة القرابة.
قال القاضي: فإن عليًا تقدم إيمانه إيمان فاطمة وله جهاد.
قال اللص: فكذلك إيمان أبي بكر تقدم إيمان علي وله جهاد؛ لأنه أول من آمن بالله ﷿، وجاهد، وسبق إلى التصديق، ونَصَرَ رسول الله ﷺ حين لا معين له من أهل بيته وأقاربه وأدنى عشيرته وأصحابه، وهو أول من سارع إلى إجابته، ودَعَى الناس إلى بيعته، وبذل بين يديه الأموال.
قال القاضي: كيف تقدم أبا بكر على علي وهو يعترف أن له شيطانًا يعتريه يقول ألا وإن لي شيطانًا يعتريني، فإذا رأيتم ذلك فلا تقربوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم.
قال اللص: لقد قال هذا في ملأ من المهاجرين والأنصار، إلا أنه ليس على وجه الأرض ذو عقل فاضل ولا لُب حاصل فرآى أن أبا بكر ﵁
(١) كذا جاء رسمها وتحتاج إلى تحرير.