323

مفتاح سعیدیه په شرح الفیه حدیثیه کی

مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية

ایډیټر

د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان

خپرندوی

مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

صنعاء - اليمن

ژانرونه

معاصر
تستحي من الله أن يراك حيث نهاك، فقال: يا سبحان الله أنت أيضًا أما ترى شابًا أروق للناظر، وأملأ للخاطر، أوى الكهوف والغيران، وأشرب ماء القيعان والغدران، وأسلك مخوف المسالك، وألقي بيدي إلى المهالك، ومع ذلك أنا وَجِل من السلطان [١٢٧ - أ]، مُشَرَّدٌ عن الأهل والأوطان، حتى إذا عثرت في البدرة برجل مثلك (١)، فأتركه يمضي إلى عيش رطب، وماء عذب، وأبقى أنا هاهنا أكابد التعب، وأناصب النصب، وأجاهد العيش الشغب، إن هذا لعجز من الرأي، وضرب من المحال، وأنشد:
تُرى عينيك .... (٢)
قال له القاضي: أراك شابًا فاضلًا، ولصًا عاقلًا، فهل لك إلى خصلة تعقبك أجرًا، وتكسيك شكرًا، وتحقبك ذخرًا، ولا تهتك مني سترًا، ومع ذلك فإني مسلم الثياب إليك، وخالعها عليك: تمضي معي إلى البستان، فأتوارى بالجدران، وأسلم إليك الثياب، وتمضي على المسار والمحاب.
قال اللص: يا سبحان الله تشهد لي بالعقل، وتخاطبني بالجهل، ويحك من يؤمنني أن يكون لك في البستان غلامان علجان، ذوو سواعد شديدة، وقلوب غير رعيدة، فيشتداني ويسلماني إلى السلطان فيُحَكِّم فيَّ آراءه، ويقضي على ما شاءه، فإما يوردني في الحتف، وإما يسومني الخسف.

(١) في «طبقات الشافعية»: حتى إذا عثرت بواحد مثلك.
(٢) بياض في الأصل، وفي «طبقات الشافعية»: تري عينيك ما لم ترياه ... كلنا علم بالترهات.

1 / 328