مفتاح سعادت
مفتاح السعادة
ژانرونه
قلت: وهذا يقوي ماتقدم من عدم شرعية إعادة المشكوك فيه؛ إذ لم يأمره صلى الله عليه وآله وسلم بها، وإنما أمره صلى الله عليه وآله وسلم بما يدفع شر الشيطان لئلا يشتغل قلبه بالوسوسة. أعاذنا الله والمؤمنين من شره آمين.
الفرع السادس: اختلف العلماء فيمن رأى بللا ولم يذكر الاحتلام، فقال زيد بن علي، والإمام الحسن بن يحيى القاسمي، وولده فخر الإسلام، وأبو حنيفة، ومالك والثوري: يغتسل؛ إذ سئل صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر الاحتلام، فقال: ((يغتسل)). وهو مخصص لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((المني الدافق إذا وقع مع شهوة )).
وقد ادعى ابن رسلان إجماع المسلمين على وجوب الغسل على الرجل والمرأة بخروج المني، وقال الترمذي: وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا استيقظ الرجل فرأى بلة أنه يغتسل، وهو قول سفيان وأحمد.
قلت: ورواه في الروض عن الناصر وغيره، وقال الهادي في الأحكام: ولو وجد في ثوبه منيا ولم يذكر جنابة لوجب عليه الاغتسال؛ لأنه قد رأى في ثوبه ما يجب عليه فيه الغسل، وقد يمكن أن ينسى ما رأى في المنام ولا يمكن أن يمني في ثوبه إلا من احتلام، وتأوله السيد أبو طالب على أن ذلك الثوب لم يلبسه غيره، ولا اغتسل بعد أقرب نومة من جنابة ولم يجوزه في غيره.
وقال أهل المذهب: لا بد مع تيقن المني من ظن الشهوة لخبر علي عليه السلام إذا كان الماء الدافق مع الشهوة، ولا بد من طريق إلى معرفة الشهوة فإذا تعذر العلم فلا بد من الظن، وأولوا حديث: ((ولا يذكر الاحتلام)) بأن معناه لا يتيقنه مع حصول الظن للشهوة.
قال (الإمام عز الدين) عليه السلام : وليس بواضح وإنما ظاهره حجة لمن لا يشترط الشهوة، والاحتلام عبارة عن الشهوة، وقال في القاموس: الحلم والاحتلام الجماع في النوم.
مخ ۲۵۹