201

ومن كلام (القاسم بن إبراهيم) عليه السلام في كتاب (الرد على المجبرة): فزعموا أنه لم يرد منهم أن يطيعوا رسله، وأن الله أمر بما لا يريد، ونهى عما يريد، وخلقهم كفارا وقال: {وكيف تكفرون }[آل عمران:101]ومنعهم من الإيمان وقال: {وماذا عليهم لو آمنوا بالله }[النساء:39]وقال: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى}[الإسراء:94] وأفكهم وقال: {أنى يؤفكون}، وصرفهم عن دينه وقال: {أنى يصرفون}.

فافهموا وفقكم الله ما يتلى عليكم من كتاب الله فإن الله يقول فيه: {شفاء لما في الصدور }[يونس:57]ويقول: {كتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}[فصلت:41،42] ويقول: {فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون }[الجاثية:6]، ويقول: {اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم }[الزمر:55].

وقال عليه السلام : وقد بين الله للخلق واحتج عليهم بما بين لهم في كتابه وأمرهم بالتمسك بما في الكتاب، والاقتداء بما عن نبيه جاءهم: (فإنما هلك من كان قبلهم بإعراضهم عن كتاب ربهم، والترك لمن مضى من أنبيائهم من أهل الكتاب وغيرهم، واتقوا الله وانظروا لأنفسكم قبل نزول الموت، واعلموا أنه لا حجة لمن لم يحتج بقول الله فإن الله سبحانه يقول: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم }[العنكبوت:51].

وله عليه السلام من جنس هذا الكلام الكثير الطيب، وهو يدل على صحة الاحتجاج على مسألتنا بالقرآن من وجهين:

أحدهما: أنه قد احتج به عليها.

الثاني: أنه قد نص على أن الاحتجاج به أقوى الحجج، ولغيره من الأئمة" نحوه.

مخ ۲۰۱