الكتاب: المفتاح في الصرف المؤلف: أبوبكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: ٤٧١هـ) حققه وقدم له: الدكتور علي توفيق الحَمَد، كلية الآداب - جامعة اليرموك - إربد - عمان الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة: الأولى (١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧م)

ناپیژندل شوی مخ

القسم الأول الدراسة أولًا: المؤلف ثانيًا: الكتاب ثالثًا: معالم التحقيق

1 / 5

أولًا: المؤلف (١) هو الإمام أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد، ولد في جرجان - وهي مدينة معروفة بين طبرستان وخراسان - ونسب إليها، وكان ذلك في مطلع القرن الخامس الهجري. أخذ علمه عن شيخه أبي الحسيين محمد بن عبد الوارث الفارسي ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي. تكاد تجمع المصادر التي ترجمت له أنه إمام العربية واللغة والبيان، مع تديّن وورع وسكون وعفّة. كان شافعي المذهب، متكلمًا على مذهب الأشعريين. قال عنه الفيروز أبادي "أول من دون علم المعاني (٢) ". ومن تلاميذه: يحيى بن علي الخطيب التبريزي، وعلي بن زيد الفصيحي، وأبو نصر أحمد بن إبراهيم بن محمد الشجري، وأحمد بن عبد الله المهاباذي (الضرير) صاحب شرح "اللمع " لابن جني (٣) . دوّت شهرته في الآفاق، فعدّه أبو البركات الأنباري من أكابر النحويين (٤)، وعدّه الباخرزي - معاصره - من الأدباء، وقال فيه: "هو فرد في علمه الغزير، لا بل هو العلم المفرد في الأئمة والمشاهير، واتفقت على إمامته الألسنة (٥) ". وقال فيه الفيروز أبادي: إمام العربية واللغة والبيان (٦) . وقال عنه السيوطي: _________ (١) تنظر ترجمته في: نزهة الألبّاء ٣٦٣، إنباه الرواة ٢ / ١٨٨، فوات الوفيات للكتبي ٢ / ٣٦٩ (تحقيق د. إحسان عباس) مرآة الجنان ٣/ ١٠١، النجوم الزاهرة٥ / ١٠٨، البلغة ١٢٦، شذرات الذهب ٣/ ٣٤٠، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣/ ٢٤٢ (دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت) وبغية الوعاة ٢ / ١٠٦. (٢) البلغة ١٢٦. (٣) مفتاح السعادة ١ / ٢١٨، إنباه الرواة ٢ / ١٩٠، وشذرات الذهب ٣/ ٣٤٠، ومعجم الأدباء ١/٢١٧ (٤) نزهة الألباء ٣٦٣. (٥) دمية القصر ١٥٨ (عن عبد القاهر الجرجاني / بلاغته ونقده ١٨) . (٦) البلغة ١٢٦.

1 / 7

"وكان من كبار أئمة العربية والبيان (٧)، فهو أديب عالم لغوي عميق الفكر والثقافة، عمدة في البلاغة العربية (٨)، وإضافة إلى ذلك فله شعر كان ينفث فيه ما في نفسه من لواعج، لكن شعره - القليل - لم يَرْقَ به إلى مرتبة الشعراء، وفي ظني أنه لم يقصد ذلك، ولو قصد لأجاد، لتمكنه وموهبته وبيانه. وقد حفظت الكتب التي ترجمت له بعض أشعاره (٩) . سجل عبد القاهر في بعض شعره موقفه من الزمان، ونفاق أهله، وتكالبهم على الدنيا بكل الوسائل، وتفريطهم في العلم والتنكر له ولأهله، وأجتزئ ما يصور ذلك واضحًا، فهو يقول: هذا زمان ليس فيه سوى النذالة والجهالة لم يَرْقَ فيه صاعدٌ إلاّ وسلّمه النذالة (١٠) ويقول أيضًا: كَبِّرْ على العلم يا خليلي ... ومِلْ إلى الجهل مَيْلَ هائم وعش حمارًا تعش سعيدًا ... فالسعد في طالع البهائم (١١) مكانته العلمية (١٢) لعلّ قول من ترجموا له "هو إمام العربية واللغة والبيان " شاهد له على علوّ منزلته العلمية، فإنْ نظرنا إليه من زاوية الأدب فهو أديب، ومن زاوية البلاغة فهو قمة في بلاغته وبيانه، وهو "أول من دوّن علم المعاني " ولو نظرنا إليه من زاوية الدراسات اللغوية لوجدنا جهوده ومؤلفاته - ما وصل إلينا منها وما لم يصل - ترفعه إلى مصافِّ الكبار، إضافة إلى نظراته التجديدية في "دلائل الإعجاز" وفي النظم تحديدًا. ولكن من يتتبع جهود النحويين والذين ترجموا لهم عبر القرون، يحسّ بأن القرن الخامس الذي عاش فيه عبد القاهر لم يُنْصَف، ففي القرن الثاني كان الخليل وسيبويه والكسائي ويونس، وفي القرن الثالث الفرّاء والأخفش الأوسط والمازني والمبرد، وفي _________ (٧) بغية الوعاة ٢/ ١٠٦. (٨) عبد القاهر الجرجاني / بلاغته ونقده ١٩. (٩) إنباه الرواة ٢ / ١٨٩ وما بعدها. (١٠) دمية القصر ١٥٧، عن عبد القاهر الجرجاني / بلاغته ونقده ٢٢. (١١) البلغة ١٢٧، بغية الوعاة ٢ / ١٠٦. (١٢) بسطنا القول في ذلك - ما أمكن - في بحث نشر في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني (عدد ٢٨)، بعنوان "جهود عبد القاهر في الدراسات التصريفية".

1 / 8

القرن الرابع ابن السراج والزجّاج والزجّاجي والسيرافي والفارسي وابن جني. وفي السادس الزمخشري والأنباري، وفي السابع ابن مالك. . .، فنكاد نحسّ بأنهم أرادوا أن يقولوا إنّ القرن الخامس خالٍ من المشاهير- وأقول إنّ عبد القاهر سار في خط النحو التقليدي، وله كتاب عظيم وهو "المغني في شرح الإيضاح " (١٣) - إيضاح الفارسي -، وهو في ثلاثين مجلدًا، واختصره في كتاب "المقتصد في شرح الإيضاح (١٤) وله أيضًا: الإيجاز- وهو مختصر لإيضاح الفارسي (١٥)، وكتاب التكملة أو التتمة (١٦)، والجمل (١٧)، والعوامل المائة (١٨) وغيرها. وهو في الوقت نفسه مجدد في مجال الدراسات اللغوية (النحوية والصرفية)، فهو يربط الشكل بالمعنى، وقد ربط بين علم النحو وعلم المعنى، وهذا ملحظ راقٍ متقدم، تنزع إليه الدراسات اللغوية الحديثة، ولو أحسن استثماره وتبنيّه منذ عهد عبد القاهر لتقدمت الدراسات اللغوية العربية تقدّمًا كبيرًا. ونستطيع القول إِنّ جهود عبد القاهر العلمية تشعّبت وتنوعّت، وأبدع في كل مجال خاضه وصنّف فيه، فهو إمام في اللغة، كما هو إمام في الدراسات النقدية والبلاغية، والأدبية والأسلوبية، والدراسات القرآنية وإعجاز القرآن، والعروض (١٩) . ويليق أن نذكر ما قاله طاش كبري زاده فيه: "ولو لم يكن له سوى كتاب أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لكفاه شرفًا وفخرًا (٢٠) . ولعلّ ما يوضح منزلته العلمية وأصالته ما كتب عنه وعن كتبه في الماضي والحاضر (٢١)، فهو رجل شغل الناس بعلمه، فهو أمّة برأسه ونسيج وحده. _________ (١٣) لم يعثر عليه بعد-فيما أعلم - (١٤) حققه وطبعه د. كاظم بحر المرجان. (١٥) كشف الظنون ١ / ٢١١. (١٦) الأعلام ٤ / ١٧٤. (١٧) كتاب مطبوع. (١٨) مطبوع. (١٩) له كتاب في العروض /، وهو قصيدة تتضمن قواعد الأوزان الشعرية، وطبعت في ذيل كتاب "الإقناع في العروض وتخريج القوافي " للصاحب بن عباد، ١٩٦٠ م بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين. (عبد القاهر الجرجاني - بلاغته ونقده ٤٥) . (٢٠) مفتاح السعادة ١ / ١٧٠. (٢١) انظر ذلك في بحث جهود عبد القاهر في الدراسات التصريفية "مجلة مجمع اللغة العربية الأردني (عدد ٢٨) .

1 / 9

اصول - د اسلامي متنونو لپاره څیړنیز اوزار

اصول.اي آی د اوپنITI کورپس څخه زیات له 8,000 اسلامي متونو خدمت کوي. زموږ هدف دا دی چې په اسانۍ سره یې ولولئ، لټون وکړئ، او د کلاسیکي متونو د څیړلو کولو لپاره یې آسانه کړئ. لاندې ګډون وکړئ ترڅو میاشتني تازه معلومات په زموږ د کار په اړه ترلاسه کړئ.

© ۲۰۲۴ اصول.اي آی بنسټ. ټول حقوق خوندي دي.