د حقائقو سړک او د مخلوقاتو راز
مضمار الحقائق و سر الخلائق
پوهندوی
الدكتور حسن حبشي
خپرندوی
عالم الكتب
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
تاريخ
وعالم كثير فماج النَّاس وأسرعوا من الضّيَاع فَلَمَّا أَصْبَحْنَا يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر الْمَذْكُور وَقد تَعَالَى النَّهَار وَإِذا بالجدار قد انقض فتباشر النَّاس وضجوا بِالتَّكْبِيرِ والتهليل وتسابق النَّاس إِلَى الثلمة يركب بَعضهم بَعْضًا وَكَانَ الفرنج قد جمعُوا من وَرَاء ذَلِك الْجِدَار الْوَاقِع حطبا فَلَمَّا سقط رموا بِهِ نَارا ليحموا بهَا أنفسهم فَلَمَّا أَن سقط الْجِدَار دخلت الرّيح من تِلْكَ الثلمة عَادَتْ النَّار عَلَيْهِم وأحرقت الْبيُوت الدانية مِنْهَا فَاجْتمعُوا إِلَى الْجَانِب الْبعيد مِنْهَا وصاحوا
الْأمان وتسلق النَّاس الْجِدَار وأطلقوا أَيْديهم بِمن فِي الْحصن فَقتلُوا وأسروا وقيدوا وَجلسَ السُّلْطَان وأحضر عِنْده الأساري فَمن كَانَ مِنْهُم مُرْتَدا أَو راميا أَمر بِضَرْب عُنُقه وَكَانَ فِي الْحصن من الْمُسلمين فِي الْأسر نَحْو من مائَة أَسِير قد جمعوهم للعمارة وَقطع الْحِجَارَة واستبشر السُّلْطَان بِمَا من الله تَعَالَى عَلَيْهِ من النَّصْر وَفَرح النَّاس
وَاتفقَ لسعادته أَن رَسُول القومص كَانَ عِنْده فِي تِلْكَ السَّاعَة وَهُوَ يعاين مَا يجْرِي على أهل مِلَّته من الْبلَاء والهلاك وَكَانَ الْحر شَدِيدا فأنتنت أشلاء الْقَتْلَى فَأمر السُّلْطَان بتسيير البَاقِينَ من الأسرى إِلَى دمشق وَمُبشرا للنَّاس بِمَا أتاح الله تَعَالَى للْمُسلمين من الْفَتْح وَالظفر وَأقَام فِي مخيمه والأموات قد جافت وَقَالَ
لَا أَبْرَح من مَكَاني حَتَّى أهدم الْموضع فَقَسمهُ أذرعا على الْأُمَرَاء وَلم يزل مَكَانَهُ حَتَّى كمل خرابه وَكَانَ قد حفر الفرنج فِي أَعلَى التل جبا وَاسِعًا وَبَنوهُ بِالْحِجَارَةِ وأحكموه حَتَّى نبع معينه فَأمر السُّلْطَان بهدمه وطمه وَرجع إِلَى دمشق مؤيدا منصورا
1 / 29