وأنفذ التخوت وَالْخلْع والتشريفات وَالْخَيْل إِلَيْهِم حَتَّى جَاءُوا إِلَى سَائِر التركمان الَّذين هم غربي الْفُرَات وشرقيها وسلموا الْأَمْوَال إِلَيْهِم وَالْخلْع وَمَا عدا ذَلِك ورغبوهم فِي الْجِهَاد فسارعوا إِلَى أَمر السُّلْطَان وَجَاء مِنْهُم خلق كثير وَكتب إِلَى سَائِر الْأَطْرَاف والأمكنة فَاجْتمع عِنْده من الْأُمَرَاء والأجناد والتركمان أُلُوف كَثِيرَة وَسَار وَالِدي الْملك المظفر من حماة بجماعته مُتَوَجها إِلَى دمشق فَكَانَ وُصُوله إِلَيْهَا فِي أول يَوْم من شهر ربيع الآخر فسر السُّلْطَان بقدومه وَخرج لتلقيه وَأعد التركمان مَا احتاجوا إِلَيْهِ من الدَّقِيق وَغَيره وَجَمِيع مَا احتاجوا إِلَيْهِ ثمَّ أَمر النَّاس بالرحيل فَخرج فِي جَيش كالبحر الزاخر وَكَانَ خُرُوجه من دمشق يَوْم الْخَمِيس خَامِس شهر ربيع الآخر ونزوله على الْحصن يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشرَة قَرِيبا مِنْهُ وَكَانَ جَمِيع من حوله قد احتمى فِيهِ وغلقوا بَابه
ثمَّ إِن السُّلْطَان ركب بكرَة إِلَى ضيَاع صفد وَكَانَت قلعة صفد يَوْمئِذٍ للداوية فَأمر بِقطع كرومها وَحمل مَا هُنَاكَ من الأخشاب لعمل المنجنيقات وَعَاد إِلَى المخيم بعد الظّهْر وَخرج بعد الْعَصْر وَجمع الْأُمَرَاء وعارض برأيهم رَأْيه فَقَالَ لَهُ عز الدّين جاولي الْأَسدي
تَأذن لنا فِي الزَّحْف قبل الِاشْتِغَال بِنصب المجانيق حَتَّى نذوق قِتَالهمْ ونستعرض أَحْوَالهم فَرُبمَا تلوح لنا مِنْهُم فرْصَة فَقَالَ السُّلْطَان استخيروا الله ﷿ وافعلوا مَا بدا لكم فَمشى النَّاس إِلَى الزَّحْف ودنوا من الباسورة
1 / 26