188

معراج ته د منهاج اسرارو پټولو

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

ژانرونه

علوم القرآن

قوله: إلا إذا حصل عن أمارة صحيحة. الأمارة الصحيحة ما يختار المكلف عند النظر فيها الظن ويكون حسنا ذكره بعض أصحابنا وفيه نظر لأن ابن متويه قد ذكر أن من الظن القبيح ما يفعله المرء وهو يتمكن من تحصيل العلم إذا كان من باب ما كلف أن يعلمه فلو قدرنا أنه فعل ظنا بالله تعالى عند أمارة صحيحة لكان قبيحا على ظاهر كلام ابن متويه وهو الجاري على قواعدهم.

ومثال الأمارة الصحيحة أن يرى في جدر تشققا وانتثار تراب منه ونحو ذلك فإن هذه أمارة صحيحة توصل إلى ظن خرابه وكما إذا رأى دخانا فإنه أمارة حصول النار وكخبر العدل الذي صحت عدالته. قال الفقيه قاسم: وغير الصحيحة كأن يقف تحت جدار ولايرى شيئا مما ذكرناه، وفيه نظر؛ لأنه لا أمارة ههنا فضلا أن يقال هي صحيحة أو غير صحيحة وإذا فعل حينئذ ظنا فهو لا عن أمارة بل كظن السوداوي، وإنما مثال الأمارة غير الصحيحة أن يرى شيئا على صورة الدخان وليس بدخان فيظن أن ثم نارا ونحو ذلك.

قوله: وبهذا يفارق ظن السوداوي. أي بكونه صادرا عن أمارة فإن ظن السوداوي لاعن أمارة.

قوله: واعلم أن للخوف أسبابا.

لما بين رحمه الله ماهية الخوف وحقيقته بين أسبابه التي لابد للعاقل من أن يخاف عند حصول أحدها ليثبت الأصل الأول وهو أن العاقل عند كمال عقله لابد أن يخاف.

قوله: منها: أن ينبه من ذي قبل. أي من قبل نفسه.

واعلم أن هذا السبب لم يذكره السيد الإمام وقد قال أبو هاشم أنه لايكفي سببا للخوف بل لابد معه من بعض الأسباب الأخر، وقال أبو علي: بل هو كاف فلا يحتاج معه إلى غيره، واختاره صاحب المحيط والحاكم.

حجة أبي هاشم: أن المرء لايثق بما يراه من نفسه ولهذا يألف أكثر الناس التقليد ثقة بالغير واتهاما للنفس فإذا لم يقصد ذلك الانتباه خاطر لم تقع الثقة.

وأجيب بأنه إذا حصل من جهة نفسه الخوف فهو يكفي ويستوي فيه المظنون والمعلوم وما كان من جهة نفسه وما كان من جهة غيره.

مخ ۲۰۸