201

Method of Studying Religions Between Sheikh Rahmatullah Al-Hindi and Reverend Pfander

منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر

ژانرونه

(الأمر الحادي عشر) حفظه لمتعلميه بالسهولة، كما قال الله تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر﴾ [القمر: ٢٢] فحفظه ميسر على الأولاد الصغار في أقرب مدة، ويوجد في هذه الأمة في هذا الزمان أيضًا مع ضعف الإسلام في أكثر الأقطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن، بحيث يمكن أن يكتب القرآن من حفظ كل منهم من الأول إلى الآخر، بحيث لا يقع الغلط في الإعراب فضلًا عن الألفاظ ولا يخرج في جميع ديار أوربا عدد حفاظ الإنجيل بحيث يساوي الحفاظ في قرية من قرى مصر مع فراغ بال المسيحيين وتوجههم إلى العلوم والصنائع منذ ثلثمائة سنة، وهذا هو الفضل البديهي لأمة محمد ﷺ ولكتابهم.
(الأمر الثاني عشر) الخشية التي تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم عند سماع القرآن، والهيبة التي تعتري تاليه، وهذه الخشية قد تعتري من لا يفهم معانيه ولا يعلم تفسيره، فمنهم من أسلم لها لأول وهلة ومنهم من استمر على كفره، ومنهم من كفر حينئذ ثم رجع بعده إلى ربه.
روي أن نصرانيًا مر بقارئ فوقف يبكي فسئل عن سبب البكاء فقال الخشية التي حصلت له من أثر كلام الرب، وأن جعفر الطيار ﵁ لما قرأ القرآن على النجاشي وأصحابه ما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر ﵁ من القراءة، وأن النجاشي أرسل سبعين عالمًا من العلماء المسيحية إلى رسول الله ﷺ فقرأ عليهم سورة (يس) فبكوا وآمنوا فنزل في حق الفريقين أو أحدهما قوله تعالى: ﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ﴿.. [المائدة: ٨٣]. ثم ختم هذا الفصل ببيان ثلاث فوائد منها:
سبب كون معجزة نبينا من جنس البلاغة أيضًا أن بعض المعجزات تظهر في كل زمان من جنس ما يغلب على أهله أيضًا، لأنهم يبلغون فيه الدرجة العليا فيقفون فيه على الحد الذي يمكن للبشر الوصول إليه، فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الحد المذكور علموا أنه من عند الله، وذلك كالسحر في زمن موسى ﵇ فإنه كان غالبًا على أهله وكاملين فيه، ولما علم السحرة الكملة أن حد السحر تخييل لما لا ثبوت له حقيقة ثم رأوا عصاه انقلبت ثعبانًا يتلقف سحرهم الذي كانوا يقلبونه من الحق الثابت إلى المتخيل الباطل من غير أن يزداد حجمها، علموا أنه خارج عن السحر ومعجزة من عند الله فآمنوا به. وأما فرعون فلما كان قاصرًا في هذه الصناعة ظن أنه سحر أيضًا، وإن كان أعظم من سحر سحرته. وكذا الطب لما كان غالبًا على أهل زمن عيسى ﵇، وكانوا كاملين فيه، فلما رأوا إحياء الميت وإبراء الأكمه علموا بعلمهم الكامل أنهما ليسا من حد الصناعة الطبية، بل هو من عند الله. والبلاغة قد بلغت في عهد الرسول ﵇ إلى الدرجة العليا وكان بها فخارهم حتى علقوا القصائد السبع بباب الكعبة تحديًا لمعارضتها كما تشهد به كتب السير، فلما أتى النبي ﷺ بما عجز عن مثله جميع البلغاء عُلم أن ذلك من عند الله قطعًا.
الفصل الثاني: في رفع شبهات القسيسين على القرآن (١)
ذكر رحمت الله أنه: "لا ورود له في حق القرآن، لأنه مملوء من أوله إلى آخره بذكر سبعة وعشرين أمرا، ولا تجد آية طويلة فيه تكون خالية من ذكر أمر من هذه الأمور مثل:

(١) انظر: المرجع السابق، إظهار الحق، ص ٨٢١ - ص ٨٩١.

1 / 204