Menhaj Al-Muhaddithin from the First Hijri Century to the Present Era

Ali Abdelbaset Mazeed d. Unknown
58

Menhaj Al-Muhaddithin from the First Hijri Century to the Present Era

منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

خپرندوی

الهيئة المصرية العامة للكتاب

د ایډیشن شمېره

-

ژانرونه

أنها تعذب وهم يبكون عليها؛ يعني: تعذب بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء، واحتجت بقوله تعالى: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [النجم: ٣٨] وقوله: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [فاطر: ١٨] . فهي ﵂ ترى أن الحديث يخص الكافر وحده ولم تكذِّبْ عمر ولا ابنه عبد الله في رواية الحديث وخاصة الذي جاء فيه لفظ "المؤمن" "في الصحيحين"؛ وإنما ترى أنهما أخطآ أو نَسِيَا، واستندت إلى القرآن الكريم في الفَهْم الذي بان لها من روايات الحديث المختلفة. ففي رواية في الصحيحين قالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله ﷺ أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه؛ ولكن رسول الله ﷺ قال: "إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه"، وقالت: حسبكم القرآن: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [فاطر: ١٨] ١. وفي رواية في المستدرك٢: وأما قوله: إن الميت يعذب ببكاء الحي، فلم يكن الحديث على هذا؛ ولكن رسول الله ﷺ مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال: "إنهم ليبكون عليه، وإنه ليعذب" ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [فاطر: ١٢] وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وفي رواية عند مسلم قالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن -أي: ابن عمر- أما إنه لم يكذب؛ ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله ﷺ على يهودية يُبكى عليها، فقال: "إنهم يبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها" ٣. وفي رواية عند مسلم أيضًا قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئًا فلم يحفظه، إنما مرت على رسول الله ﷺ جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: "أنتم تبكون عليه وإنه ليعذب" ٤.

١ صحيح البخاري "١/ ٣٩٧" كتاب الجنائز "٢٣" باب قول النبي ﷺ: "يعذب الميت ببكاء أهله عليه" - حديث "١٢٨٦، ٢٨٨". صحيح مسلم "٢/ ٦٤١، ٦٤٢" "١١" كتاب الجنائز "٩" باب الميت يعذب ببكاء أهله - حديث "٩٢٨/ ٢٣". ٢ المستدرك للحاكم "٢/ ٢١٥" كتاب العتق. ٣ صحيح مسلم "٢/ ٦٤٣" "١١" كتاب الجنائز "٩" باب الميت يعذب ببكاء أهله - حديث "٩٣٢/ ٢٧". ٤ صحيح مسلم "٢/ ٦٤٢" الموضع السابق - الحديث "٩٣١/ ٢٥".

1 / 68