Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
د خپرونکي ځای
دمشق - سورية
ژانرونه
كان هناك إذن تحول لاشعوري للعادات والتقاليد التبسية، فقصاصو ألف ليلة وليلة لم تعد أعمالهم مزدهرة، جمهورهم تحول بشكل محسوس عن المقاهي العربية حيث يقيمون حلقاتهم، إلى المسجد ليستمعوا إلى دروس الشيخ سليمان بعد صلاة العشاء، أو إلى مكان آخر يستمعون فيه إلى أحاديث الشيخ الصدوق والشيخ عسول.
وتعرضت تبسة لتحول في منظرها العادي أيضًا، لقد ازداد فيها الأوربيون، خصوصًا بعد أن جاء عمال السكك الحديدية وعائلاتهم مع افتتاح الخط الحديدي لعين البيضاء وإنشاء مركز لإصلاح القطارات.
كان هؤلاء الأوربيون يقيمون حفلات ١٤ تموز (يوليو) الراقصة في ساحة (كارنو Carnot)، يرقصون حول كشك الموسيقا الذي يعتليه الأب (كابولا Capolla) رئيس فرقة تِبِسَّة الموسيقية، يزن بقدمه إيقاع رقصة (Polka) أو رقصة من أصل بولوني (مازوركا Mazurka) من المساء حتى الفجر.
كان صدى الطبول والآلات النحاسية الموسيقية والصندوق الموسيقي ينتشر في ليل تبسة الصائف الرائع فيعم المدينة. وجدتي التي كانت لا تزال حية حين تسمع ذلك تتمتم: «داش به سوادهم». وتعني هذه العبارة «ما هذه البربرية!»، ثم تأخذ إبريقها وتذهب لتغسل وجهها ويديها في الشرفة وهي تصب لعناتها على الشيطان. وكانت ابنتها خالتي (مليحة) عندما ترى موكب جنازة يتقدمها الأب (كابولا Capolla) وفرقته في طريقها إلى المقبرة الأوربية تفعل مثل ما تفعل أمها. فتلك العربة السوداء وما تتزين به هي إبليس يمر أمامها.
لقد بدأ اليهود في هذه المرحلة يتقدمون، وأوضاعهم الاجتماعية تطورت نحو الأفضل، كان ذلك واضحًا في سكناهم، فمن عادة اليهود أن يسكنوا في أطراف المدينة داخل الأسوار لأسباب تقليدية وفوائد يجنونها.
1 / 81