218

Memoirs of a Witness to the Century

مذكرات شاهد للقرن

ایډیټر

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

د خپرونکي ځای

دمشق - سورية

ژانرونه

(حنوز) ذلك الشاب الجزائري الذي اعتنق المسيحية في طفولته البائسة، حتى انفجر يومًا بينهما ذلك الوضع في شبه مشاجرة كلامية، أثناء نوع من التقويم الروحي لمجموعتنا قام به (مرسولين) وهو يعد على أصابعه.
- الصديق مسلم وريمون كاثوليكي، وأنا ما أدري ما أنا ... و(حنوز) بروتستانتي، فقاطعه على الفور (حنوز) وعلامات الغضب بادية على وجهه:
- من قال لك إنني بروتستانتي؟، فشعرت أنه أخذ بدون شعور، في طريق العودة إلى دين أجداده، وقد كنا مجتمعين في غرفة صغيرة أظنها غرفة (ريمون) لأنه كان يسكن داخل (الوحدة) عندما دار هذا الحوار.
ومن الطبيعي أن يصل صدى مثل هذه المحاورات داخل الوحدة إلى من يهمه الأمر، ولا ريب أن (نازيل) قد فكر إذن في كيفية صيانة الأرواح الداخلة تحت رعايته، فرأيته يومًا يبادرني بالحديث أمام أصدقائي ليدحض بحجته نظرياتي الإسلامية ويكشف أمامهم مقدار ضعفها.
فدار الحديث بيني وبينه، وكانت نتيجته في آخر المطاف غير ما كان ينتظر، لأن المنطق المسيحي بما يتخلله من تعقيد قد ولى أمام منطق الإسلام السليم: لم تكن العقيدة الثالوثية تستطيع الجدال مع العقيدة الموحِّدة الإسلامية.
ولم أكن أشعر حينئذ أنني كنت أضع الأقدام في مجال حرام، في الوقت الذي كان فيه الاستعمار يخطط لإرساء أمره نهائيًا في الشمال الإفريقي بتنصير أهاليه. وكأنما كان حواري مع (نازيل) تكذيبًا لخططه في صورة مصغرة.
ما زلت الشاب الفاقد لخبرة الأشياء، فلم أدرك خطورة موقفي في نظام استعماري لا يترك مجالًا لأفكار الرجل المستعمَر ولا لعقيدته.
***

1 / 223