Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
د خپرونکي ځای
دمشق - سورية
ژانرونه
وسطنا. ففي يوم دخل علينا مقهى بن يمينة برفقة طالبين، شاب أخضر العينين رقيق المظهر أنيق الملبس، ينبئ عن عائلة فرنسية كريمة المحتد.
وأعتقد أنه كان حاسر الرأس يرد إلى الوراء شعرًا أشقر متموجًا ناعمًا وجبهة عريضة لا تَغَضُّن فيها. لقد قدم إلينا محبًا للإسلام غير جازم فيه إذ ما يزال يبحث عن حقيقته.
لقد نسيت اسمه إنما هو من عائلة فرنسية بورجوازية في قسنطينة، فقد كان والده يتمتع بمركز ممتاز في عالم الأعمال.
لقد سرد علينا قصته، كان رجل إدارة في إفريقيا الفرنسية الغربية، تزوج امرأة مسلمة من الزنوج خلال (المرحلة السوداء la croisière noir). ويمكن لنا أن نفهم ماذا تشكل مبادرة كهذه في أعين زملاء صديقنا ورؤسائه، فاعتزله قومه. ولم يجرؤ على أن يحمل معه إلى أهله زوجه الزنجية والطفل الذي أنجبه منها.
لكنه حمل إليها موضوعًا مقلقًا أخطر. فالمرأة الزنجية وضعته دون أن تقصد على طريق دينها، لقد عاد إلى قسنطينة؛ وإذا لم يكن قد اعتنق الإسلام فإنه على الأقل قد ابتعد أكثر عن معتقدات عائلته.
هذه القصة شدتني إلى هذا الرجل، لأن فكرة الأب (زويمر) لم تغادر بعد ذهني. فقد أثبتت عبث الجهود التي تهدف إلى تعرية إفريقيا من الإسلام. فهذه إفريقيا قد أدخلت في الإسلام أولئك الذين اقتحموا أرضها.
لكن شيئًا من ذلك قرّبني من ذلك المؤمن الجديد حينما امتزج في وَسَطنا، لقد وجدت فيه حليفًا كان يؤيد طروحاتي العملية، في ذلك الوسط الذي كان يعتريه شيء من عدم الجدوى حيال النتائج التي يريدها، إذ لم يكن يحدد الأسباب التي تؤدي إليها. إنني أذكر مناقشة مع بعض الطلبة شارك فيها تلك الليلة.
1 / 133