Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
د خپرونکي ځای
دمشق - سورية
ژانرونه
رجوعي إلى تبِسَّة كان كسابقه لم يحمل الجديد. وعلى طول الطريق كان يترجرج بنا (أوتوبيس) مهلهل عتيق. لم يكن يقال له (Car)، فالتأمرك في المنطقة لم يفرض بعد هذه الكلمة. وأراضي المعمرين من (الخروب) حتى (مسكيانا) تستعرض أمام أنظارنا امتدادها الأخضر الأشقر أو القاتم طيلة النهار. فالمزارع التي تستغل هذه الأراضي تحدد لنا معالم السير، بتجمعها الضخم تارة تأوي إلى واد ينخفض عن الطريق، أو تُنِيفُ علينا ربوة تجثم عليها تلك المزارع تارة أخرى.
وقد رأيت على مسافة قريبة من (الخروب) تلك المزرعة الكبيرة التي أقيمت مبانيها على جانبي الطريق؛ والقطيع من الأبقار الذي يُمدّ محلات الألبان الكبيرة في قسنطينة بالحليب ومشتقاته، يجتاز الطريق أمام سيارتنا، ولعله كان ينتقل من البناء الذي تتم فيه عملية الاحتلاب إلى حيث يقوم الاصطبل. وكانت مطالعاتي حول الاستعمار الأبيض في كندا وغرب الولايات المتحدة قد زرعت في نفسي حب المغامرات، التي تتيح لرجل أن يصنع تاريخًا صغيرًا على بقعة من الأرض تمنحها له الطبيعة، أو يستولي عليها من مالك قديم لا يعرف ولا يقدر على الاحتفاظ بها.
كانت هذه المشاهد تعيد لخاطري حكايات سمعتها في طفولتي من أفراد العائلة، فتثير ذكريات مؤلمة عن ماضٍ زائل. فجدي كان يملك كما قيل لي في طفولتي مساحات واسعة في مقاطعة قسنطينة.
كنت أريد أن تكون لي أرضي ومزرعتي وأبقاري وأغنامي، وأن أشم رائحة الاصطبل والزرائب. ذلك هو الحلم الذي داعب مخيلتي في تلك الفترة من حياتي. وإذا كانت أرض الجزائر ترفض أن تحقق لي أمنياتي فدون ذلك تمبوكتو وأوستراليا أذهب إليهما.
1 / 118