Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
د خپرونکي ځای
دمشق - سورية
ژانرونه
بل إنها تمارس قيمتها السحرية أيضًا في ذلك الوسط الذي تكوّن في الزوايا الصوفية، إذ تستعمل فيه حجة لا جواب عليها في المناقشات.
«إنه كتبي» يقولها واحد للتأكيد إذا آنس في وجه مستمعه بعض الشك. «إنه كتبي»، أي إنه في (كتاب)، يقولها وهكذا يسقط الشك وتنحني الرؤوس أمام الحجة الدامغة.
لقد فقد الفكر النقاد الذي توقف بتلك الكلمة السحرية كل حقل. وقد ظل متوقفًا بهذه الطريقة خلال أجيال. أما الآن فقد بدأ (الكتبي) يفقد سلطانه الساحر في العقول، ويفقد شيئًا فشيئًا أنصاره. والانقسام الذي مارس عمله في الأفكار بدأ في الواقع آليًا يمارسه في عالم الأشخاص.
لقد بدأت الآن عناصر جديدة تختلط مع الطلبة المدرسيين وتلاميذ الشيخ (بن باديس) في مقهى (بن يمينة)، وبذلك تتبلور الأفكار التي نسميها اليوم تقدمية. وكل ذلك يحدث يإسهام أولئك المواطنين العاديين من سائر طبقات المدينة الذين يأتون ليأخذوا حصتهم من الجدال والمناقشة. وواحد من الوجوه التي أضيفت إلى هذه الصورة كان حقًا فاتنًا.
الشيخ (محمد طاهر العنيزي) كان قد غادر قديمًا الجزائر مع والده سيدي (حمدان) أحد الوجوه الجميلة للعالم التقليدي، ويحتمل أنه عاصر الشيخ (عبد القادر المجاوي) والشيخ (بن مهنا) في قسنطينة. وربما كان هذا الشيخ المحترم ذا يد في تلك الاضطرابات التي سادت فترة من الزمن في منطقة (سيرتا) القديمة، فقد بذر فيها هؤلاء العلماء في نهاية القرن الماضي تلك الأفكار التي- إن جاز التعبير- نسميها (الإصلاح المحلي). ولعل المسنين من رجال قسنطينة يذكرون أي الوسائل استعملتها الإدارة الفرنسية لاستعادة سلطتها ولإعادة النظام والقانون.
1 / 107