90

Meditations on Surahs and Verses

تأملات في السور والآيات

خپرندوی

بدون ناشر (توزيع الجريسي)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ

ژانرونه

والله جل وعلا وتقدس كما أنه وهب نبيه الرؤية القلبية -بدلالة الآيات السابقة- كذلك وهب أمته جزءًا يسيرًا مما اختص به نبيهم ورسولهم ﷺ (^١)، وهذا المغزى من الاستشهاد بهذه الآية، إذ إن الأمر توجيه لأمته ﷺ أيضًا. مثالًا على ذلك: النبوة التي كلف الله بها نبيه ﷺ، نجد أنه يقابلها جزء متجزئ لأمته ونصيب منها، والمتمثلة بالرؤيا الصالحة، فهي جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، في معرفة الأمور الغيبية (^٢)، وبالطبع وكما هو معلوم الدين بالضرورة، أن هذا لا يدخل فيه الأحكام بتاتًا (^٣).

(^١) على سبيل المثال ما قاله ابن عاشور يرحمه الله في تفسيره قوله تعالى سورة الانعام ﴿يَسْتَهْزِئُونَ (٥) أَلَمْ يَرَوْا ... قَرْنًا﴾ (والرؤية يجوز أن تكون قلبية) التحرير والتنوير (٧/ ١٣٧). (^٢) عند مسلم (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) حديث رقم [٢٢٦٣]، ويقول الحافظ ابن حجر يرحمه الله في كلامه عن الاهتمام بالرؤيا: (لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب وأسرار الكائنات) فتح الباري (١٢/ ٤٣٧). (^٣) يقول الإمام ابن حزم يرحمه الله في كتابه المحلى: (الشرائع لا تُؤْخَذ بالمنامات) (ص/٦٥٠)، وانظر فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله، للشويعر (٢/ ٣٨٥).

1 / 121