205

Mazdakism: The Origin of Socialism

المزدكية هي أصل الاشتراكية

خپرندوی

دار الكتاب

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م

د خپرونکي ځای

الدار البيضاء

ژانرونه

المطهرة من الشرك والخرافات، فكيف فهم بورقيبة أنها تدخل الشرك؟ ولله في خلقه شؤون.
هذا أهم ما جاء في خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، ذلك الخطاب الذي لم يتورع فيه عن جرح شعور المسلمين نحو الله والرسول والقرآن، وأظهر لهم ما تكنه نفسه للدين الإسلامي وللقرآن وللرسول محمد ﷺ، وقد أساء للمسلمين إساءة كبرى لا تصدر إلا من خصوم الإسلام والقرآن والرسول، والمرء إنما يؤاخذ على أقواله وأفعاله فهي المعتبرة، لذلك فإن الإسلام الذي أساء إلى أتباعه إنما يحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر، وإني أرى - بناء على ما صدر منه - أن أقواله تلك التي صدرت منه باختياره وإرادته، أنه خارج من الإسلام - إن كان مسلما - مرتد عن الشريعة الإسلامية، فيحكم عليه بالردة والكفر بالله، وبالقرآن، وبمحمد ﷺ، وبالإسلام، لا شك في هذا بناء على ما صرح به وما أفتى به العلماء في حق من تجرأ على مقام الربوبية أو الرسالة أو الدين أو القرآن، كما علمنا من فتوى علماء قرطبة وغيرهم، وقد ذكر العلماء في فتاويهم: أن من شتم محمدا ﷺ يقتل، من ذلك ما ذكره الشيخ عيسى بن مسعود الزواوي في ترجمته للإمام مالك ابن أنس ﵁ المطبوعة مع ترجمة السيوطي للإمام مالك أيضا في أول المدونة ص ٣٦ ما نصه: (قال - يريد مالكا ﵁:
من شتم النبي ﷺ قتل، ومن شتم أصحابه أدب) هذا حكم الإمام مالك ﵁، فبورقيبة لم يشتم الرسول فقط، بل رماه بالكذب والتزوير والزيادة في القرآن مما يسمع من العرب من الخرافات، فهل يشك الآن شاك في كفره ونفاقه ومروقه من الإسلام؟؟
وجاء في فتاوى الشيخ عليش - المالكي - المصري قوله في سؤال وجه إليه: ما قولكم في من سب عزرائيل ﵇، ولم يعلم وجوب حرمته، فهل يعذر بجهله أم لا؟ فأجاب بقوله: (لا يعذر بجهله، ويقتل ولو تاب، قال في المجموع: وإن عاب ملكا أو نبيا ولو في بدنه قتل ولو جاء تائبا) ج ٢ ص ٣٣٧.
إن العلماء هم حراس هذا الدين، فمنذ تركوا حراسته وتخلوا عن مراكزهم في الحراسة - إلا من قل منهم - تسرب إلى حماه الطاهر كل

1 / 219