ولم تشرك فيكم فتن الأهواء (1) طبتم وطهرتم من بكم علينا ديان الدين، فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلاتنا عليكم، رحمة لنا وكفارة لذنوبنا، واختاركم لنا، وطيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم، وكنا عنده مسمين.
وهذا مقام من أسرف واخطأ، واستكان (2) وأقر بما جنى، يرجو بمقامه الخلاص، وان يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى، فكونوا لي شفعاء، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم مخالفوكم عنكم من أهل الدنيا، واتخذوا آيات الله هزوا ولعبا واستكبروا عنها (3).
ثم ترفع رأسك وتقول:
يا من هو قائم لا يسهو، ودائم لا يلهو، ومحيط بكل شئ، لك المن بما وفقتني وعرفتني بما أعنتني عليه، إذ صد عنه عبادك، وجهلوا معرفتهم، واستخفوا بحقهم، ومالوا إلى سواهم، وكانت المنة لك علي ومنك إلي.
فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا،
مخ ۸۷