65

س (إلى ك) :

آه منه آه؛ لأنه ساقط الشهامة والمروة، وليس عنده شيء من عزة النفس ولا الفتوة، فأجدر بمثله قطع الراس، وإخماد الأنفاس، وأن يجعل عبرة بين الناس؛ لأني لما توجهت من برهة زمان، لأقابل أباك وأخوتك في الميدان، لقيته فسألته عن مبارزتكما وعن ختامها، مع أني كنت عارف القصة بتمامها، ولكني أردت أن أعرف سرائره، وأكشف ضمائره.

ك (إلى س) :

وهل أقر لك بأني أعطيته الذمام، وعفوت عنه بعد أن كان في يدي أن أصبغ بدمه هذا الحسام.

س (إلى ك) :

أستغفر الله باري الأنام، هو لا يخرج قط من فمه مثل هذا الكلام، فإنه خال من النخوة والشهامة، ولو لم يكن مقربا عند الملك لما عد من أهل الكرامة؛ لأننا نحن الرومانيين لا شرف ولا فخر لنا إلا في الحروب، وإن كانت هذه الحرب الجديدة بين رومية وألبا شاقة على الطباع والقلوب؛ حيث كل له بين أعدائه أقارب وخلان، إلا أنه لم يكن بد من تجريد النظر عن ذلك كله والمبادرة إلى تناول قصب الرهان. ... خل الغرام وذكر الشوق والغزل

وانشد وشبب بذكر الحرب واشتغل

إن هام غيري بمحبوب يذلله

أهم بما فيه عزي منتهى أملي

فما معانقة الأحباب أطيب من

ناپیژندل شوی مخ