مرګ د پیمبرلۍ ته ورځي
الموت يزور بيمبرلي
ژانرونه
اتخذ كل من الكولونيل ودارسي مجلسيهما، وانحنى الكولونيل في كرسيه للأمام قليلا. ثم قال: «أجد أنه من المهم أن أتحدث أنا أولا حتى تستطيع أن تحكم على القصة التي سيخبرك بها ويكهام في مقابل القصة التي سأرويها لك. وليس لدى أي منا سبب يدفعنا للفخر، لكنني أثناء تلك المحنة لم أتصرف إلا بما يقتضي الصالح العام، وجاملته بأن صدقت أنه كان يشعر بنفس الشعور على حد سواء. ولن أحاول أن أبرر تصرفي في هذه المسألة، بل سأحاول فقط أن أشرحه لك، وسأحاول فعل ذلك باقتضاب.
كان ذلك في أواخر شهر نوفمبر من عام 1802 حين تلقيت خطابا من ويكهام في منزلي في لندن؛ حيث كنت أقطن حينها هناك. يقول الخطاب بإيجاز إنه كان يواجه متاعب، وإنه سيكون ممتنا إن وافقت على لقائه؛ أملا منه في أن أتمكن من إسداء النصح وتقديم المساعدة له. ولم تكن لدي رغبة في أن أنخرط في ذلك، لكنني كنت ملزما معه بشكل ما، ولم يكن بإمكاني تجاهل ذلك. ففي أثناء التمرد الأيرلندي كان ويكهام قد أنقذ حياة كابتن يافع يخدم تحت إمرتي، وكان ابنا لي بالمعمودية، وقد كان ذلك الكابتن مصابا إصابات خطيرة. ولم ينج روبرت من إصاباته طويلا، لكن إنقاذه منح أمه - ومنحني كذلك أيضا - فرصة توديعه وضمان أنه مات ميتة مريحة. لم تكن تلك خدمة يمكن لأي رجل ذي شرف أن ينساها، وحين قرأت خطاب ويكهام وافقت على لقائه.
لم تكن القصة غير شائعة، وسأخبرك إياها ببساطة. إن زوجته كما تعرف - وليس هو - كانت تحل على هايمارتن بشكل دوري، وفي تلك الأثناء كان ويكهام يمكث في نزل محلي أو غرف مستأجرة تكون رخيصة قدر الإمكان، وكان يشغل نفسه بأقصى ما يمكنه حتى تختار السيدة ويكهام العودة إليه. كانت حياتهما في تلك الفترة لا تتسم بالاستقرار أو النجاح. وبعد أن ترك ويكهام الخدمة في الجيش - وفي رأيي أن هذا القرار كان أكثر قراراته طيشا - صار يتنقل بين الوظائف، ولم يمكث في مكان واحد مدة طويلة. وآخر وظيفة شغلها كانت مع بارون وهو السير والتر إليوت. ولم يكن ويكهام صريحا في الإفصاح عن سبب تركه الوظيفة، لكنه قال ما يكفي ليوضح أن البارون كان متأثرا كثيرا بجمال السيدة ويكهام؛ وذلك لأجل راحة الآنسة إليوت، وأن ويكهام نفسه لم يكن مترددا في التقرب من السيدة. أنا أخبرك بكل هذا لأطلعك على طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها. والآن كان ويكهام يبحث عن موعد جديد؛ وفي غضون ذلك، بحثت السيدة ويكهام عن منزل مؤقت ومريح مع السيدة بينجلي في هايمارتن، وتركت ويكهام ليتدبر شئونه.
قد تتذكر أن صيف عام 1802 كان دافئا وجميلا للغاية، ومن ثم ومن أجل أن يوفر المال، كان ويكهام يقضي بعض الوقت في النوم في الخارج؛ وهذا ليس بالأمر الصعب بالنسبة إلى جندي. فلطالما كان ويكهام مغرما بغابة بيمبرلي، وكان يسير أميالا كثيرة من أحد النزل بالقرب من لامتون ليقضي الأيام وبعض الليالي نائما هناك تحت الأشجار. وهناك التقى بلويزا بيدويل. وكانت هي أيضا تشعر بالضجر والوحدة. كانت لويزا قد انتهت من العمل في منزل بيمبرلي من أجل أن تساعد والدتها في تمريض أخيها المريض، ولم يكن خطيبها يأتي لزيارتها إلا نادرا حيث كان مشغولا كثيرا بأعماله. والتقت لويزا بويكهام صدفة في الغابة. إلا أن ويكهام لم يكن باستطاعته قط أن يقاوم امرأة جميلة، وربما كانت النتيجة محتومة إلى حد كبير بالنظر إلى شخصيته وضعفها. ثم بدآ يلتقيان كثيرا، وأخبرته هي بمجرد أن تأكدت شكوكها أنها تحمل طفلا منه. في البداية تصرف ويكهام تجاهها بتعاطف وكرم أكبر مما يمكن لمن يعرفوه أن يتوقعوا؛ فقد بدا بالفعل مفتونا بها بحق، وربما كان واقعا بحبها قليلا. ولكن أيا كانت دوافعه أو عواطفه تجاهها، فقد أعدا خطة معا. كانت لويزا ستبعث بخطاب إلى أختها المتزوجة التي تعيش في بيرمنجهام، وستذهب إليها بمجرد أن تكون هناك مخاطرة بظهور حملها عليها، وتضع طفلها هناك ثم تظهر به وكأنه ابن أختها. وكان ويكهام يأمل أن يقبل السيد والسيدة سيمبكنز بمسئولية تربية الطفل وكأنه ابن لهما ، لكنه أدرك أنهما كانا يحتاجان إلى المال. وكان ذلك هو السبب الذي جعله يأتيني، ولا أعرف حقا أي مكان آخر كان يمكن له أن يبحث فيه عن المساعدة.
ورغم أنني لم أنخدع بشخصيته، فإنني لم أشعر قط تجاهه بمشاعر مريرة مثلك يا دارسي، وكنت مستعدا لتقديم المساعدة. كما كان هناك دافع أقوى بالنسبة إلي، وهو الرغبة في إنقاذ بيمبرلي من أي إشارة إلى وجود فضيحة بها. فبالنظر إلى زواج ويكهام من الآنسة ليديا بينيت، قد يكون ذلك الطفل ابن أخ أو ابن أخت لك وللسيدة دارسي ولعائلة بينجلي؛ رغم كونه طفلا غير شرعي. وكان الترتيب يقتضي بأن أقرضه ثلاثين جنيها من دون فائدة؛ على أن يدفعها على شكل دفعات متى كان ذلك مناسبا له. ولم أكن واقعا تحت تأثير أي خداع بأنه سيدفع المال، لكنه كان مبلغا أستطيع تدبيره، وكنت لأدفع أكثر من 30 جنيها كي أضمن أن ابنا لقيطا لجورج ويكهام لم يكن يعيش في عزبة بيمبرلي أو يلعب في غابتها.»
قال دارسي: «كان ذلك كرما منك يصل إلى حد الغرابة، وكان البعض يقول إن ذلك غباء منك؛ نظرا إلى معرفتك بشخصيته. ولا بد أن أقول بأنك كانت لديك مصلحة شخصية تتخطى رغبتك في إنقاذ بيمبرلي من هذا الدنس.» «إن كانت لدي مصلحة شخصية أخرى، فإن هذا لم يكن ليشوه سمعتي. أعترف أنني في ذلك الوقت كنت أحمل آمالا - ربما ترقى إلى توقعات بالفعل - لم تكن منطقية، لكنني أتقبل الآن أنها لن تتحقق أبدا، لكن في رأيي - وبالنظر إلى الأمل الذي كان بداخلي حينها وبمعرفتي لما كنت أقوم به - كنت أنت أيضا لتضع خطة لتنقذ منزلك ونفسك من الإحراج والعار.»
ومن دون أن ينتظر منه ردا، استطرد الكولونيل قائلا: «كانت الخطة مباشرة نسبيا. فبعد ولادتها للطفل، كانت لويزا ستعود بالطفل إلى كوخ الغابة بدعوى أن أخاها ووالديها سيرغبان في رؤية حفيدهما الجديد هذا. كان من المهم بالطبع لويكهام أن يرى أن هناك طفلا له يتمتع بالصحة وعلى قيد الحياة . وبعدها كان ويكهام ولويزا سيحصلان على المال في صباح يوم حفل الليدي آن؛ حيث يكون كل من في بيمبرلي مشغولين. وكانت هناك عربة ستنتظر على المسار داخل الغابة. حينها كانت لويزا ستعيد الطفل إلى أختها ومايكل سيمبكنز. وكان الأشخاص الوحيدون الذين سيكونون في كوخ الغابة هما السيدة بيدويل وويل، وهما الوحيدان اللذان سيكونان على علم بهذه الخطة. ولم تكن هذه الخطة بسر يمكن لفتاة أن تتوقع أن تخفيها عن والدتها، أو عن أخيها الذي كانت مقربة منه ولم يكن يغادر الكوخ قط؛ لكن ثلاثتهم كانوا مصرين على ألا يعرف بيدويل بهذه الخطة أبدا. وكانت لويزا قد أخبرت أمها أن والد الطفل كان أحد ضباط الجيش الذي غادر لامتون في الصيف المنصرم. لكنها في ذلك الوقت لم يكن لديها أدنى فكرة أن عشيقها كان ويكهام.»
عند هذه المرحلة توقف الكولونيل وأخذ كأسا من النبيذ، وراح يشربها ببطء. ولم يتحدث أي منهما وراحا ينتظران في صمت. ومرت دقيقتان على الأقل قبل أن يبدأ الكولونيل حديثه مرة أخرى. «وهكذا، وعلى حد علمي أنا وويكهام، رتب كل شيء بصورة مرضية. الطفل ستقبله خالته وزوجها وسيحبانه، ولن يعرف الطفل والديه الحقيقيين أبدا، وستتزوج لويزا زيجة ملائمة خطط لها مسبقا، وهكذا استقرت الأمور.
ويكهام ليس بالرجل الذي يحب أن يتصرف من تلقاء نفسه حين يكون هناك رفيق أو حليف موجود إلى جواره، وفي ذلك افتقار إلى الحكمة يعلل حماقته في أخذ السيدة ليديا بينيت معه حين هرب من دائنيه والتزاماته في برايتون. والآن اعترف ويكهام أمام صديقه ديني، وبشكل مفصل أكثر للسيدة يونج، التي يبدو أن وجودها في حياته كان له تأثير مسيطر عليه منذ كان يافعا. في اعتقادي أن ما كان داعما لويكهام وزوجته أثناء مدة تعطله عن العمل كان راتبا منتظما يتلقاه من السيدة يونج. وقد طلب ويكهام من السيدة يونج أن تزور الغابة سرا من أجل أن تخبره بمدى التقدم الذي يحرزه الطفل، وهذا هو ما فعلته تلك السيدة، فكانت تتظاهر بأنها زائرة والتقت لويزا بعد أن رتبت لذلك معها، وكانت لويزا تحمل الطفل في الغابة. إلا أن نتيجة ذلك اللقاء كانت غير سارة فيما يتعلق بأحد الجوانب؛ فقد أحبت السيدة يونج الطفل حال رؤيتها له، وكانت مصرة على أن تتبناه هي وليس عائلة سيمبكنز. ثم تحول ما بدا كارثة إلى أفضلية لصالحها؛ ذلك أن مايكل سيمبكنز كتب أنه لم يكن مستعدا لتربية طفل لرجل آخر. من الواضح أن العلاقات بين الأختين لم تكن على ما يرام حين كانت لويزا تعترف لأختها، وكان للسيدة سيمبكنز ثلاثة أطفال بالفعل، ولا شك أنها ربما ستلد المزيد. كانت عائلة سيمبكنز ستعتني بالصبي لثلاثة أسابيع أخرى فقط، وليس أكثر من ذلك؛ من أجل أن تتمكن لويزا من البحث عن منزل له. أخبر ويكهام بهذه الأخبار على لسان لويزا، وأخبرت السيدة يونج بها على لسانه هو. بالطبع كانت لويزا يائسة. حيث كان يتعين عليها أن تجد منزلا للطفل، وسرعان ما كان عرض السيدة يونج يعد حلا لكل مشكلاتهما.
وكان ويكهام قد أخبر السيدة يونج باهتمامي بهذا الأمر وبالثلاثين جنيها التي كنت قد وعدت بها وسلمتها بالفعل إلى ويكهام. وكانت السيدة يونج تعرف أنني سأكون في بيمبرلي من أجل حضور حفل الليدي آن؛ حيث تلك كانت عادتي حين أكون في إجازة من الجيش، وكان ويكهام دائما ما يرغب في معرفة ما يجري في منزل بيمبرلي، وذلك بشكل كبير من خلال التقارير التي تقدمها له زوجته التي كانت كثيرة التردد على هايمارتن. وراسلتني السيدة يونج على عنواني في لندن، وقالت إنها مهتمة بتبني الطفل وإنها ستكون في حانة كينجز آرمز لمدة يومين، وإنها كذلك ترغب في مناقشة احتمالية ذلك معي؛ وذلك لأنها تعرف أنني طرف معني بالأمر. وقد حددنا موعدا للقائنا في التاسعة من الليلة السابقة ليوم حفل الليدي آن حيث افترضت السيدة يونج أن الجميع سيكون مشغولا كثيرا، ولن يلحظ أحد غيابي. ولا شك لدي يا دارسي أنك رأيت أنه من الغرابة والفظاظة أن أغادر غرفة الموسيقى بذلك الشكل القاطع ، متعللا بأنني أردت الخروج في نزهة على صهوة جوادي. لكن لم يكن أمامي أي خيار سوى أن أحضر في الموعد، رغم أنني لم يكن لدي شك كبير حيال ما كانت تريده تلك السيدة. أنت تذكر أنها كانت جذابة ومتأنقة في لقائنا الأول بها، وأجد أنها لا تزال امرأة جميلة، رغم أنني لم أكن لأتعرف عليها الآن بأي درجة من اليقين بعد مرور ثماني سنوات.
ناپیژندل شوی مخ