د یوازې سړي پر مړینه پر مړکۍ
موت الرجل الوحيد على الأرض
ژانرونه
كانت فتحية لا تزال تئن بصوت خافت، وصدرها لا يزال يعلو ويهبط في أنفاس بطيئة متقطعة.
جلس الشيخ حمزاوي إلى جوارها وأمسك بيدها: فتحية ... فتحية ... أنا حمزاوي.
فتحت عينين حمراوين بلون الدم، وانفرجت شفتاها كأنما تحاول النطق، لكن صوتها لم يطلع. رأى الشيخ حمزاوي رجلا قادما من بعيد؛ فخلع قفطانه وغطى جسدها العاري. وحينما اقترب الرجل تعرف الشيخ حمزاوي عليه؛ هو الشيخ متولي. وقال له حمزاوي: إنها تلفظ أنفاسها الأخيرة؛ هل يمكن أن تحملها معي إلى البيت لتموت في فراشها؟
وأسرع الشيخ متولي يعاونه على حمل جسد فتحية النازف، وقبل أن يحركاها من مكانها فوق الجسر فتحت عينيها وتلفتت حولها كأنما تبحث عن شيء.
وهمس الشيخ متولي: إنها تبحث عن شيء.
ورد الشيخ حمزاوي: إنها فاقدة الوعي، فلنحملها معا إلى البيت.
لكن جسد فتحية ظل ملتصقا بالأرض، وكلما حاول الرجلان رفعها إلى فوق فتحت عينيها وتلفتت حولها كأنما تبحث عن شيء.
وقال الشيخ متولي: إنها ترفض التحرك يا شيخ حمزاوي، ولا بد أنها تبحث عن شيء.
وتلفت متولي حوله؛ فالتقطت عيناه شيئا صغيرا ملقى فوق الجسر على مسافة غير بعيدة؛ ذهب إليه، ثم عاد به؛ فإذا به جسد الطفل الصغير الممزق. ووضع الشيخ متولي الطفل فوق صدر فتحية، فالتفت ذراعاها حوله بشدة، ثم أغمضت عينيها وأصبح جسدها خفيفا قابلا لأن يحمل إلى أي مكان.
حملها الشيخ حمزاوي والشيخ متولي إلى البيت. وفي صباح اليوم التالي دفناها كما هي بالطفل بين ذراعيها بعد أن اشترى لها حمزاوي كفنا حريريا أخضر. وبعد أن أهال حمزاوي ومتولي التراب على جسد فتحية وطفلها، مسح متولي عينيه بكفه فإذا هما مبللتان بدموع لم تبلل عينيه منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما. وكان كفن فتحية هو الكفن الوحيد الذي لم يسرقه متولي، وكانت جثتها هي الجثة الوحيدة في كفر الطين التي لم يقربها. •••
ناپیژندل شوی مخ