د یوازې سړي پر مړینه پر مړکۍ
موت الرجل الوحيد على الأرض
ژانرونه
رفعت زكية وزينب عينيهما وكفيهما للسماء هاتفتين في نفس واحد: نحمدك يا رب! يا من أنت كريم يا رب!
وقال الرجل: عليكما بالمبيت الليلة في حضن السيدة (شي الله يا ست)، وغدا قبل شروق الشمس تعودان إلى كفر الطين، تستحمان قبل النوم وأنتما تتشهدان بماء نظيف من النيل وتنامان بعد أن تصليا أربع ركعات الفرض وأربع ركعات السنة، وتقرأ كل واحدة منكما آية الكرسي عشر مرات. في الصباح الباكر تستحم زينب مرة أخرى بماء النيل النظيف وتتشهد وهي تستحم ثلاث مرات وتصلي الفجر حاضرا، ثم تفتح باب البيت قبل أن تشرق الشمس، وتقف على عتبة الباب، وجهها ناحية الشمس، وتقرأ الفاتحة عشر مرات. سترى أمامها بابا حديديا كبيرا، تسير إلى هذا الباب وتفتحه وتدخل. لا تخرج زينب من الباب الحديدي مرة أخرى إلا حينما يأمرها صاحب البيت، وهو عظيم ابن عظيم، من سلالة صالحة طيبة يرضى عنها الله ورسوله! أما زكية فتأخذ الجاموسة إلى الحقل، تربط الجاموسة في الساقية، وتمسك الفأس وتشتغل في الحقل حتى تسمع أذان الظهر، فتترك الفأس وتصلي أربع ركعات الفرض وأربع ركعات السنة. بعد الصلاة تظل راكعة وتقرأ الفاتحة عشر مرات. بعد المرة العاشرة ترفع يديها للسماء وتقول «اغفر لي يا رب» ثلاثين مرة، بعد المرة الثلاثين تنهض وتمسح وجهها بكفيها فإذا بها قد شفيت بإذن الله.
انكفأت زكية بوجهها على يده السمراء المعروقة مرة أخرى وراحت تقبلها وتلثمها وهي تهمس: أحمدك يا رب! أحمدك يا رب!
وانفرجت شفتا زينب وهي تتمتم بآيات الحمد لله! ونسيت من فرط خشوعها أن تعطي الرجل القطعة الفضية ذات العشرة قروش كما أوصاها الحاج إسماعيل، لكن الرجل طلبها منها، فارتفعت يدها تفك طرف طرحتها بأصابع لا تزال مرتجفة، وقدمت له البريزة الفضية وهي تقبل يده كأنما تقدم قربانا للإله، والصوت داخلها يهمس في تعجب: «يا إلهي! إنه يعرف كفر الطين، ويعرف بيتنا ، ويعرف أن أمامه بابا حديديا كبيرا.»
اختفى الرجل بين الأجساد كما ظهر، وظلت زكية وزينب واقفتين في مكانهما متلاصقتين خاشعتين ومشدوهتين، كل منهما تنظر إلى الأخرى من حين إلى حين، لتؤكد لها أو تتأكد منها أن ما حدث كان حقيقة ولم يكن خيالا، وأنهما سمعتا صوت الله، أو ربما رأتاه أيضا أو رأتا أحد رسله أو أوليائه الصالحين الذين كشف الله عنهم الحجاب، وشعرت زكية أن جسدها أصبح أخف مما كان، وأن القبضة الحديدية التي كانت تخنقها خفت قليلا ولم تعد تستند بيدها على ابنة أخيها زينب، وقدماها لم تعودا ضعيفتين كما كانتا.
اتسعت عينا زينب في دهشة أكثر وأكثر حين رأت عمتها زكية تسير إلى جوارها دون أن تستند إليها، وهمست في خشوع: عمتي! لقد تحسنت! انظري كيف تسيرين؟!
وهمست زكية وهي مشدوهة: جسمي يا زينب لم يعد ثقيلا كما كان. يا من أنت كريم يا رب!
ردت زينب: ربنا كبير يا عمتي. ألم أقل لك مرارا أن الله سيساعدنا، وأن عليك أن تصلي له وتصبري؟
قالت زكية: نعم يا ابنتي، قلت لي كثيرا.
ردت زينب: أنا عصيت الله، وأنت أيضا عصيت الله ورفضت الصلاة يا عمتي.
ناپیژندل شوی مخ