د یوازې سړي پر مړینه پر مړکۍ
موت الرجل الوحيد على الأرض
ژانرونه
وهمس في أذن العمدة وهو يغمز له بعينيه: صدقت يا عمدة، الأصغر دائما أحلى.
سكت العمدة طويلا وعيناه تتبعان جسد زينب الفارع الممشوق وهي تسير فوق الجسر، ردفاها المستديران يضربان الجلباب الطويل من الخلف، ونهداها المدببان يصعدان ويهبطان مع حركة ساقيها الطويلتين الممشوقتين المنتهيتين إلى كعبين ناعمين متوردين.
قال العمدة موجها كلامه إلى شيخ الخفر: إني أعجب يا شيخ الخفر من أين يطعم هذا الكفراوي بناته. انظر! إن الدم يكاد يندفع من كعبيها.
وضحك شيخ الخفر مبتلعا الهواء بعد طول اختناق وصمت، متصورا أن إعراض العمدة عنه وإقباله على الحاج إسماعيل معناه أنه غير راض عنه، وقال وهو يسترد مرحه القديم: لا بد أنه يسرق يا عمدة. أتحب أن نضعه في السجن؟ أوامرك يا حضرة العمدة!
ونهض شيخ الخفر بحركة تمثيلية، وقال بصوت مسرحي كأنما ينادي على أحد مساعديه من الخفراء: «هات يا ولد الكلابشات والسلاسل!»
ضحك العمدة مقهقها، وضحك معه الرجال الثلاثة ومن بينهم الشيخ حمزاوي الذي توقف عن شفط الهواء من الشيشة. ضحك بشدة مظهرا أسنانه الصفراء المتآكلة، واهتزت السبحة الصفراء بين أصابعه.
وقال العمدة بعد أن هدأت القهقهات مخاطبا أيضا شيخ الخفر: لا يا شيخ زهران! كفراوي ليس من النوع الذي يمكن أن يسرق.
ورد الشيخ حمزاوي بلهجته القاطعة الحاسمة وكأنه يرتل آية قرآنية أو ينطق بحديث نبوي شريف: كل الفلاحين يسرقون، السرقة تجري في دمهم مثل دودة البلهارسيا؛ الواحد منهم يتظاهر أنه طيب وأهبل ويعرف ربنا، وهو في الحقيقة معلون مكار وكافر ابن كافر. الواحد منهم يا عمدة يصلي ورائي في الجامع، ثم يذهب إلى الحقل ليسرق أخاه أو يسمم بهائمه أو حتى ...
وسكت قليلا ليبتلع ريقه ويختلس نظره إلى وجه العمدة، فلما رآه مشجعا، قال بحماس وحدة: أو حتى يزني أو يقتل!
وكأنما تعدى الشيخ حمزاوي على اختصاص شيخ الخفر، فرفع الشيخ زهران ساقه اليمنى ووضعها فوق الساق الأخرى مزيحا جلبابه عن حذائه الجديد وقال: أما عن الزنا والقتل، فاسألوني أنا شيخ الخفر.
ناپیژندل شوی مخ