د مصر پخوانۍ موسوعه (برخه لومړۍ): په تاريخ دمخه دورې نه تر اهناسي دورې پای
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
ژانرونه
وعندما صوب الإله «رع» عينه عليهم هربوا إلى الصحراء؛ لأن قلوبهم استولى عليها الهلع مما قاله، ومع ذلك فإن الآلهة نصحوا إليه أيضا أن يرسل عينه لتقتفي أثر المتآمرين لتضربهم، فأرسل «رع» عينه التي نزلت إلى الأرض بصفتها الإلهة «حتحور»، ولكن هذه الإلهة عادت بعد أن قتلت الناس في الصحراء، وعندئذ قال جلالة الإله: أهلا بقدومك يا «حتحور» ... فأجابته هذه الإلهة: بحياتك، لقد كنت شديدة البأس بين الناس، وقد سر ذلك قلبي.
ولكن «رع» خاف أن تهلك «حتحور» الناس عن بكرة أبيهم في الغد، وقال: ائت إلي على وجه السرعة برسل سريعين يعدون مثل الظل، فأحضر إليه رسل من هذا النوع على وجه السرعة، وقال لهم جلالته: اعدوا إلى الفنتين، وأحضروا إلي مقدارا عظيما من مادة «ديدى»، وأعطيت هذه المادة لحامل الخصلة في عين شمس، فطحنها هذا الملاك في حين كان الخدم يحضرون الجعة بالشعير، وبعد ذلك صبت هذه المادة «ديدى» في الجعة، فأصبح لونها كلون الدم ... وشربت منها «حتحور» حتى ثملت وبذلك كفت عن فناء العالم، ولكن الإله «رع» المسن بعد أن خلص البشر من الفناء التام، لم يعد يرغب في الاستمرار في حكم هؤلاء المخلوقات الذين لا وفاء لهم، وقال: بحياتي، إن قلبي قد مل البقاء معهم، وعندئذ يدخل الإله «نون» ونادى بقربه بنته «نوت» التي على شكل بقرة، فاعتلى ظهرها الإله «رع» ورفعته إلى السموات العلى، وصارت منذ ذلك الوقت هي السماء، ولكن عندما طلت «نوت» من أعلى ارتجفت أعضاؤها بسبب ارتفاعها، ولكن «رع» نادى الإله «شو» وقال له: يا بني «شو» ضع نفسك تحت بنتي «نوت» واحملها على رأسك ففعل «شو» ما أمر به، ومنذ ذلك العهد كان يحمل البقرة السماوية التي على بطنها تسطع النجوم وتسبح الشمس في سفينة [انظر الفصل العاشر: آلهة المقاطعات].
ومنذ ذلك العهد كان يحمل «رع» على جبهته الثعبان السام، وهو الصل المخيف الذي ينفث النار في وجه الأعداء. كل هذه المظاهر تشعرنا بأن الديانة في بدايتها كانت قاتمة مظلمة، ولذلك يدهش الإنسان للخطوات الواسعة التي خطتها المدنية المصرية نحو الرقي الفكري عندما نقرأ تاريخهم في عهد الدولة القديمة، ولكن الواقع أن هذه الحقائق تحبذ الرأي القائل، بأنه قد مر على مصر عصر طويل من الثقافة، كان لا بد أن تمر به البلاد أولا لتصل إلى ما وصلت إليه في نواحي الحياة الأخرى التي ضربت فيها بسهم صائب، وكان لها أحسن تأثير في رقيها الفكري والأدبي والمادي، فمن ذلك أن تربية الماشية وزراعة الحقول وتنمية التجارة التي نتجت عن هذا الرقي والتقدم، أثر تأثيرا حسنا في أنظمة الحكومة وفي إقامة العدل وهذب أخلاق القوم، ومما جعلهم يتركون ظهريا كل الشعائر والطقوس الوحشية في كل مكان، حتى إنه لم يبق منها إلا رموزها، ولا أدل على ذلك من أنه منذ عصر ما قبل التاريخ قد اختفت الضحايا البشرية التي كانت تقرب في الطقوس الدينية، ولم يبق دليل على وجودها في سالف الأزمان إلا الدمى التي كانت توضع مع المتوفى في قبره، أو عادة دفن المقربين من الفرعون معه في القبر، أو ما نشاهد في عهد الدولة المنفية من بناء العظماء مقابرهم حول هرم مليكهم.»
ويدل تقريب الضحايا في مصر القديمة من بعيد على أن الآلهة كانوا في الأزمان السحيقة يحبون دماء الضحايا، وهذا يلاحظ من وضع طعام الضحية بعد ذبح الحيوان أمام المعبد على مائدة القربان أمام الإله، وهذه الأطعمة كانت تشتمل على لحوم ومشروبات، وفطائر وأزهار وغيرها، ولكن أهم شيء كان يقدم هو البخور، وكان يتمتع بكل هذه الأشياء الكهنة المطهرون والكهنة خدام القرين «الروح المادية».
ورغم ما وصل إليه المصري من المدنية والرقي فإنه استمر محافظا على قص الأساطير العتيقة المهوشة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن المصري بطبعه كان محافظا لا ينسى، فكان يحافظ على التقاليد القديمة مهما كانت سخيفة غير معقولة، وكان يستعملها في أغلب الأحيان في أمور السحر الذي كان من أهم ضروريات الحياة للمصري، ولا يهمه ما دام يصل إلى أغراضه أن يتبع كل الطرق السحرية سواء أكانت مشروعة أم غير مشروعة، ولكن رغم هذه الأساطير كانت عند المصري فكرة نقية صافية عن الإله مما جعل العلاقة بين الناس يسودها وازع خلقي، سداه العدل ولحمته النظام المستتب، وهذه كانت منحة من الآلهة أيضا، لأنهم وإن لم يكونوا أنفسهم مثلا عليا للأخلاق، فإنهم رغم ذلك حماة النظام الخلقي، فيعاقبون من يهتك حرمة هذا النظام، كما يعاقبون من يتعدى حدود تعاليم الطهارة الجسمانية.
وقد مثل المصري العدالة التي تقوم على مبادئها كل المدنية المصرية وحسن سير الجماعة، منذ فجر التاريخ في هيئة إلهة (امرأة) حسناء تحمل فوق رأسها ريشة أو في صورة ريشة فحسب، وأطلق عليها اسم «معات» ونسبتها بنت الإله «رع» إله الكون وزوجها الإله «تحوت» المنشئ لكل مدنية العالم.
والواقع أن نشأة المدنية المصرية التي قوامها العلم والعدل والإدارة الحسنة في نظام الحكم، يرجع إلى أصل ديني، أو اجتهد المصري أن يعزوه إلى أصل ديني؛ وذلك لأن الدين كان متغلغلا في كل مرافق حياته، ولذلك رمز لكل منها بصورة ملموسة أمام المجتمع يهتدي بهديها، فمثل إله العلم «تحوت» مثل بالطائر «إبيس» أو القمر وفي يده قلم وقرطاس،
2
ومثل إلهة العدل بامرأة تحمل ريشة فوق رأسها رمز الدقة والعدالة، أما الإدارة ونظام الحكم فكان ممثلا في الإلهة «سشات»، ومعناها «التي تكتب»، وتمثل على شكل امرأة جالسة على كرسيها وبيدها قلم وقرطاس تكتب فيه، وكانت تعد سيدة بيت الكتب، وتعتبر أول إلهة نقشت (أي كتبت)، وكانت وظيفتها أن تدون كل الأعمال الجليلة التي يقوم بها الملوك، وكانت تنقش أسماءهم على شجرة في معبد عين شمس، وهي والإلهة «معات» من رفاق الإله تحوت.
الفصل الثاني عشر
ناپیژندل شوی مخ