د مصر پخوانۍ موسوعه (برخه لومړۍ): په تاريخ دمخه دورې نه تر اهناسي دورې پای
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
ژانرونه
نص الكتابة الديموطيقية.
وقد ذكر «كليمنت» الإسكندري الذي عاش في أواخر القرن الثاني الميلادي، أنه رأي بعض القوم يتكلمون اللغة المصرية ويكتبونها بالهيروغليفية، وقد أخبرنا «هيرودوت» ومن بعده «ديودور» أنه يوجد في مصر نوعان من الكتابة: أحدهما الكتابة المقدسة ولا يعرفها إلا الكهنة، والثاني الديموطيقية؛ أي لغة عامة الناس، ولكن تفسير هذه الكتابات بقي سرا غامضا إلى أن كشف صدفة أحد جنود «نابليون» حجر رشيد عام 1799، وذلك أن الحملة الفرنسية التي قادها «نابليون» إلى وادي النيل لم يكن غرضها الوحيد الاحتلال العسكري، بل كان كذلك لبحوث علمية عن المدنية المصرية، ولذلك جاءت معه طائفة من أهل العلم، وقد ساعدهم الحظ بأن كشف صدفة أحد ضباط المدفعية المسمى «بوشار» في أغسطس 1799 أثناء الحفر في قلعة رشيد، قطعة من حجر البازلت منقوشة بثلاث كتابات مختلفة، كانت ثالثتها وهي السفلية بالنسبة للحجر مكتوبة باللغة الإغريقية. وعبارة الكتابة مرسوم ملكي أصدره بطليموس الخامس عام 196ق.م وقد ذكر في النص الإغريقي أنه نفس المتن المكتوب بالكتابتين الأخريين وهما الهيروغليفية «الكتابة المقدسة» والديموطيقية «كتاب الشعب».
حجر رشيد المكتوب بثلاثة نصوص الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية.
ومن ذلك نرى أن حجر رشيد كان مكتوبا بكتابتين مصريتين، وبذا يحتوي على مفتاح السر للكتابة الهيروغليفية؛ إذ إن معاني كل الكلمات المنقوشة على هذا الحجر موجودة في النص الإغريقي، وأول من حاول فك رموز هذا الحجر هو «سلفستر دي ساسي» عام 1802، وكان عالما باللغة العربية، وقد كانت محاولته منصبة على القسم الديموطيقي ظنا منه لتشابه هذا الخط بالكتابة العربية الرقعة وجود علاقة بينهما. غير أن جهوده هو و«أكربلاد» لم تفلح إلا في معرفة خرطوش «بطليموس».
ومنذ عام 1814 حاول الدكتور «توماس ينج» الإنجليزي أن يحل رموز هذه اللغة من النص الهيروغليفي، وقد كان يعلم من جهود من سبقه أن الأسماء الملكية مثل بطليموس، لا بد أن تكون موضوعة داخل خراطيش، وعلى ذلك رتب العلامات التي وجدت في الخرطوش كحروف تمثل لفظة بطليموس، وقد توصل فعلا لمعرفة مجموعة الحروف التي تكون اسم بطليموس، غير أنه لم يتمكن من معرفة الحروف الصوتية بالضبط التي تكون هذا الاسم، ولذلك فإنه لما أراد أن يطبق الحروف الأبجدية التي استخلصها خطأ، لم يمكنه أن يصل إلى أية كلمة قبطية لها نطق مماثل.
جان فرانسوا شمبليون.
وفي الوقت الذي كان يشتغل فيه الدكتور «توماس ينج» بهذا الموضوع، كان هناك شاب في مقتبل العمر اسمه «جان فرنسوا شمبليون» 1790-1832 يدرس علم التاريخ في جامعة «جرينوبل»، وقد أخذ على عاتقه حل رموز هذه اللغة، وقد كان مغرما منذ نعومة أظفاره بالتاريخ المصري، وقد تعلم كل ما تركه لنا السلف من العصور القديمة عن هذه اللغة واللغة القبطية أيضا، وقد عرف من أعمال «دي ساسي» والدكتور «ينج» أن أسماء الأعلام الإغريقية يجب أن تكتب بحروف أبجدية مصرية، وعلى هذه القاعدة بنى أساس أبحاثه التي أخذت تسير في طريق النجاح منذ عام 1821.
وأول عمل قام به «شمبليون» في هذا الصدد أنه بحث موضوع اختلاف الكتابات المصرية القديمة، وبرهن أن الكتابة الهيراطيقية هي اختصار للكتابة الهيروغليفية، وعلى ذلك تكون الكتابة المصرية القديمة واحدة، غير أنها تكتب بثلاثة أشكال كاللغة العربية مثلا، فهي تكتب بالرقعة والنسخ والثلث، وعلى ذلك لا بد أن يوجد في الكتابة الهيروغليفية كما في الديموطيقية إشارات لها قيمة صوتية وأبجدية.
وقد لاحظ «شمبليون» من جهة أخرى عندما كان يحسب الإشارات الهيروغليفية التي على حجر رشيد أنها أكثر في عددها من كلمات المتن الإغريقي المقابل، وعلى ذلك استخلص أن كل إشارة هيروغليفية لا تمثل فكرة ولا تمثل كلمة، وعلى هذا الأساس ابتدأ «شمبليون» في بحث خراطيش حجر رشيد ثانية، وفي عام 1822 وصلت إليه نسخة لخرطوشين جديدين قد نقشا على مسلة صغيرة، وجدت في «الفيلة»، وقد كان مكتوبا على قاعدة هذه المسلة تقدمة باللغة الإغريقية لبطليموس وكليوبترة، وقد برهن «شمبليون» أن الخرطوش الأول من هذين الخرطوشين هو لبطليموس؛ إذ يشبه تماما خرطوش حجر رشيد، والثاني يجب أن يقرأ كليوبترة، وذلك أن هناك خمسة حروف مشتركة في كلا الاسمين: ب، ت، ل، و، ي.
اسم كليوبترة بالهيروغليفي.
ناپیژندل شوی مخ