أما بعد: فإني لما تخرجت بالإجازة من كلية الشريعة بالمدينة النبوية سنة (ألف وثلاثمائة وخمسة وتسعين)، ودخلت إلى حقل الدعوة إلى الله، وأسست جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة مع بعض الإخوة الفضلاء، رأيت هجمة شرسة من قبل أعداء الإسلام؛ كما هو الواقع الآن على الدعوة السلفية والتحذير منها، وأنها دعوة خطيرة على المجتمع.
والحق أن السلفية دعوة مباركة تهتم بتصحيح المعتقد، ونبذ الخرافات والشركيات، وتقويم العبادات على وفق السنة النبوية، وتصحيح السلوك وتهذيب الأخلاق وتزكيتها، وتربي الشباب على العناية بحفظ كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ علما وعملا، وفهما وتطبيقا، ودعوة وتأصيلا، ولا ترى الحجية في غير كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو ما نتج عنهما من إجماع أو قياس صحيح، أو فهم سلفي منضبط ، فمهما كان القائل فلا بد أن يطلب منه الدليل من الكتاب أو السنة.
وقد أسست لذلك مدارس "دور القرآن" في كل أرجاء البلاد لنشر هذا المنهاج المبارك، وكان -ولله الحمد- الإقبال عليها من كل الشرائح الاجتماعية؛ الذكور والإناث، والصغار والكبار، والشباب والشابات، وها هم أهل المغرب الغيورون على الكتاب والسنة؛ يرفعون أكف الضراعة إلى الله أن يرد عليهم مدارسهم، -أي: دور القرآن- التي خدمت البلاد والعباد بكل أنواع
ناپیژندل شوی مخ