د اخلاقو، زړه راښکونکو او نزاکتونو انسکلوپېډیا
موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق
ژانرونه
ومن مظاهر التعلق بالمسجد الحرص على صلاة الجماعة فقد كان الرسول يحرص على حضور صلاة الجماعة في المسجد حتى وهو في مرض الموت، فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله؟ قالت: بلى، ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: ضعوا لي ماء في المخضب (الإجانة) قالت: ففعلنا، فاغتسل فذهب لينوء "ليقوم" فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قال: فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، والناس عكوف في المسجد، ينتظرون النبي لصلاة العشاء الآخرة، فأرسل النبي إلى أبي بكر، بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر -وكان رجلا رقيقا-: يا # عمر، صل بالناس، فقال له عمر: أنت أحق بذلك، فصلى أبو بكر تلك الأيام [البخاري] فانظر -رحمك الله- إلى أي مدى كان رسول الله حريصا على الصلاة؟!
ولما وجد في نفسه خفة خرج إلى المسجد فكيف كانت خفته؟ قالت عائشة: فوجد النبي من نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع (أي لم يكن يقدر على رفعهما من الأرض).
يقول سيد قطب: "إن الصلاة صلة ولقاء بين العبد والرب، صلة يستمد منها القلب قوة، وتحس فيها الروح صلة، وتجد فيها النفس زادا أنفس من أعراض الحياة الدنيا، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وهو الوثيق الصلاة بربه، الموصول الروح بالوحي والإلهام .. وما يزال هذا الينبوع الدافق في متناول كل مؤمن يريد زادا للطريق، وريا في الهجير، ومددا حين ينقطع المدد، ورصيدا حين ينفد الرصيد (¬1).
ونلاحظ محاسبة النفس على التقصير في أداء الصلاة:
عن نافع أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيا بقية ليلته.
وحرص السلف على صلاة الجماعة، قال القواريري: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في مساجد البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: جاء عن النبي: أن "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" [البخاري]. فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت فنمت، فرأيتني كأني مع قوم راكبين أفراسا، وأنا راكب، ونحن نتجارى وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك، فلست بلاحقنا، قال: فقلت: ولم؟ قال: لأنا صلينا العتمة -يعني العشاء- في جماعة.
وقال حاتم الأصم: فاتتني الصلاة في الجماعة، فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف، لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا.
مخ ۱۳۱