** المبحث الخامس
* لغة التنزيل في سورة «الفاتحة» (1)
( بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) مالك يوم الدين (4) إياك نعبد وإياك نستعين (5) اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) (7)
تنتهي آيات هذه السورة بصوت النون أو الميم ، مسبوقين بالياء ، وفي ذلك ضرب من الإتقان في البناء ، يحققه هذا النمط البديع من «النظم». وإني لأميل مع القائلين : إن البسملة هي الآية الاولى في كلام الله ، فيكون العدد سبع آيات.
إن «الفاتحة» هي أم القرآن ، ومن أجل ذلك حفلت بالأفكار الكبرى ، التي تميز بها دين الله ، أي الإسلام ، وهي أنه عز اسمه رب العالمين ، الرحمن الرحيم ،. وهو وحده الذي يختص بالعبادة ، وهو وحده المستعان ، وفي هذه الآية الخامسة نجد «إياك» وقد قدمت على الفعلين «نعبد» و «نستعين».
وقد أشار أهل العلم إلى أن التقديم مؤذن بأنه ، وحده ، تقدست أسماؤه ، مخصوص بالعبادة ، وهو المستعان لا يشاركه في ذلك غيره ، وهذا كله مستفاد من هذه الطريقة في بناء الجملة ، وما كان من «التقديم» الذي أشرنا إليه. وإني لأرى أن التقديم قد حقق أيضا غرضا أسلوبيا وهو الحفاظ على «النظم» ، الذي يوفره ورود الآي على الميم والنون في أواخر الفواصل. وقد تحقق ضرب من التساوق البديع
مخ ۲۱