74

Mawsuat Sharh Asma Allah Alhusna

موسوعة شرح أسماء الله الحسنى

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤١ هـ

ژانرونه

وَالعَبْدُ مَا دَامَ ذَا طَرْفٍ يُقَلِّبُهُ … فِي أَعْيُنِ العِينِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ … لَا مَرْحَبًا بِسُرورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ (^١)
ولقد عني السلف الصالح بغض البصر عناية عظيمة، ومن ذلك قولهم: «من حفظ بصره؛ أورثه الله نورًا في بصيرته» (^٢)، وكان سفيان ﵀ إذا خرج في يوم العيد قال: «إن أول ما نبدأ به اليوم غض أبصارنا» (^٣)، وقال ابن مسعود ﵁: «الإثم حواز القلوب (يحز في القلوب)، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع» (^٤).
وكان الربيع بن خثيم يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق (أي: أمال رأسه إلى صدره) فظن النسوة أنه أعمى، وتعوذن بالله من العمى (^٥).
ومن الوسائل المعينة على غض البصر:
استحضار اطلاع الله، ومراقبته، يقول تَعَالَى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: ١٩].
الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه، قال تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠].

(^١) انظر: الداء والدواء (١/ ٣٧٠ - ٣٧٦)
(^٢) تفسير ابن كثير (٦/ ٤٣).
(^٣) الورع، لابن أبي الدنيا (ص ٦٦).
(^٤) أخرجه هناد بن السري في الزهد (٢/ ٤٦٥).
(^٥) ذم الهوى، لابن الجوزي (ص ٩١).

1 / 83