ولما رجعوا هكذا سألهم أصحابهم لماذا لم ينظروا في الغار وقد وصلوا إلى مدخله؟؟ فكان جوابهم:
إن على بابه العنكبوت قبل أن يولد محمد، وقد رأَينا حمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفنا أن ليس به أحد.
فاقتنع قادة المطاردين بخلو الغار من النبي وصاحبه، فعادوا أدراجهم إلى مكة وقد ملوا من البحث ويئسوا من العثور على النبي ﷺ وصاحبه.
وهنا تنفست الإنسانية المبهورة الصعداء من جديد، وكتب الله لها أن تسعد فترة من الزمن على يد الذي كان مختفيًا في الغار مع صاحبه والذي نجَّاه الله من شر أعدائه.
أيام الغار الثلاث
وكان النبي ﷺ طيلة اختفائه وصاحبه في الغار لا يعلم بهما أحد سوى عبد الله بن أبي بكر (١) وعامر بن فهيرة مولى (٢) أَبى بكر ﵁.
وكان النبي (ضمن الخطة المرسومة للهجرة) قد كلّف عبد الله بن أبي بكر أَن يقوم بأعمال الاستخبارات، فيكون عينًا على قريش،