على استخدام وسائل الإعلام والنشر للتشويش علي صوت هذه الدعوة الكريمة لئلا يصل (أَو لكي يصل علي غير حقيقته) إلي الأَسماع.
ففي داخل مكة جندت قريش السفهاء، واستخدمت القاصين والشعراءِ ليقوموا بحملات السخرية والاستهزاءِ ضد النبي ﷺ ويشنوا عليه حرب أعصاب قاسية بغية إقلاقه ومضايقته والتضييق علي الذين اتبعوه رجاء أَن ينفضوا من حوله.
ولقد لاقت هذه الحملات من قريش نجاحًا كبيرًا في أَول الأَمر، حيث تمكنت من عزل الناس عن النبي ﷺ ودعوته عزلًا يكاد يكون تامًّا ... قال ابن هشام:
"إن أَشد ما لقى رسول الله ﷺ من قريش أَنه خرج يومًا فلم يلقه أَحد من الناس إلا كذبه وآذاه، لا حر ولا عبد فرجع ﷺ إلي منزله (مغتمًّا) فتدثر من شدة ما أصابه، فأَنزل الله تعالى عليه ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، الآية".
تنظيم الحملات الدعائية ضد النبي ﷺ
أما في مجال الدعاية الخارجية (ونعني بها العمل علي صد غير القرشيين عن دعوة الإِسلام) فقد كان القرشيون (في هذا المجال) يقومون بأَعمال المقاومة على شكل وفود وبعثات تشويش وتضليل، وكانت أهم حركات تلك المقاومة، هي حركات تلك الجماعات المنظمة التي كانت قريش تشكلها كل عام عند اقتراب موسم الحج لبلبلة أَفكار الحجاج وتشويش أَذهانهم وتشكيكهم فيما يقوله النبي ﷺ ويدعو إِليه.
لقد فشلت قريش في إِيقاف تيار دعوة محمد ﷺ بالرغم من النجاح الذي أَحرزته ضدها أَول الأَمر - عن طريق حرب الاستهزاءِ