مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

ابن تغري بردي، الأتابكي d. 874 AH
186

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

پوهندوی

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

خپرندوی

دار الكتب المصرية

د خپرونکي ځای

القاهرة

وَكَانَ الَّذِي قتل بِمَكَّة فِي هَذِه الكائنة أَزِيد من ثَلَاثِينَ ألف إِنْسَان، وَسبي من النِّسَاء وَالصبيان مثل ذَلِك. وَكَانَت مُدَّة إِقَامَته بِمَكَّة سِتَّة أَيَّام. وَبعد عوده إِلَى هجر رَمَاه الله فِي جسده، وَطَالَ عَذَابه، وتقطعت أوصاله، وتناثر الدُّود من لَحْمه، إِلَى أَن مَاتَ. وَبَقِي الْحجر عِنْد القرامطة نَحْو عشْرين سنة. وَلما [أَخَذته القرامطة وسارت] بِهِ إِلَى هجر هلك تَحْتَهُ أَرْبَعُونَ جملا. فَلَمَّا أُعِيد بعد سِنِين إِلَى مَكَّة حمل على قعُود هزيل فسمن الْقعُود. وَلما كَانَ الْحجر عِنْدهم دفع فِيهِ بجكم التركي خمسين ألف دِينَار؛ ليَرُدهُ إِلَى مَكَانَهُ؛ فَأَبَوا وَقَالُوا: أخذناه بِأَمْر وَمَا نرده إِلَّا بِأَمْر. قلت: وَأمر القرامطة يطول الشَّرْح فِي ذكرهم - لعنهم الله [تَعَالَى]-. وَأما المقتدر؛ فَإِنَّهُ أَقَامَ فِي الْخلَافَة بعد ذَلِك، إِلَى أَن قتل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشْرين شَوَّال سنة عشْرين وثلثمائة فِي حَرْب كَانَ بَينه وَبَين

1 / 188