50

موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

موقف المسلم من الفتن في ضوء حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

خپرندوی

دار الحضارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

ژانرونه

المطلب الثاني: «املك عليك لسانك» المسلم الحق هو الذي يحذر كل الحذر من لسانه؛ لأنه سوف يحاسب على كل كلمة بل كل لفظ ينطق به، يقول تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (^١)، وسئل النبي ﷺ عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: «الفم والفرج» (^٢). وسأل معاذ النبي ﷺ عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار فأخبره النبي ﷺ برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: "ألا أخبرك يملا ذلك كله؟ " قال: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسان نفسه ثم قال: "كف عليك هذا". فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا معاذ؛ وهل يَكُبُّ الناسَ على وجوههم -أو على مَناخِرِهِم- إلا حصائدُ ألسنتِهم» (^٣). وفي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: «إذا أصبح

(^١) سورة ق: ١٨. (^٢) أخرجه الترمذي (٤/ ٣٦٣)، وابن ماجة (٢، ١٤١٨)، وأحمد (٢/ ٢٩١)، وحسنه الألباني في الصحيحة ٢/ ٦٦٩. (^٣) أخرجه الترمذي (٥/ ١١) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي الكبرى (٦/ ٤٢٨)، وابن ماجة (٢/ ١٣١٤)، وأحمد (٥/ ٢٣١) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٦/ ١١٦.

1 / 55