1
عبارة تتحدث عن شبه شيء [أي توهم بأنها تتحدث عن شيء والحقيقة هي أنها تتحدث عن كلمة].»
43
إنني أدعو القاري إلى حصر انتباهه جيدا في هذه التفرقة التي يبرزها «كارناب»، أعني التفرقة بين العبارة التي تتحدث عن شيء، والعبارة التي ليست كذلك، فتوهم بأنها تتحدث عن شيء مع أنها تدور حول كلمة، فهذا الصنف الثاني صنف زائف من الكلام، وهو هام في بحثنا هذا؛ لأن ما يسمى بالمشكلات الميتافيزيقية كله من هذا اللون الزائف الذي يدور الحديث فيه عن «أشباه أشياء»، على حين أنه يوهم بغير ذلك.
ولتوضيح هذه التفرقة بين الصنفين، سنسوق عدة أمثلة مما أورده «كارناب» في هذا الصدد: (ج
1 ) «محاضرة الأمس كانت عن بابل.» هذه عبارة ظاهرها هو أنها تقرر شيئا عن بابل، ما دام اسم بابل واردا فيها، مع أنها في حقيقة الأمر لا تقول شيئا على الإطلاق عن مدينة بابل، بل تقول ما تقوله عن محاضرة الأمس، وعن كلمة «بابل»، فعلمنا بصفات مدينة بابل نفسها لا يتأثر قط بكون ج
1
صادقة أو كاذبة، ومما يدل على أن ج
1
تحدثنا عن شبه شيء (لا عن الشيء نفسه) أنها يمكن ترجمتها إلى العبارة الآتية ج
ناپیژندل شوی مخ