الرابعة: الكفاية، وإلا أبْغَضَهُ الناس، لأنه احتاج إلى الناس وإلى الأخذ مما في أيديهم، فيتضررون منه.
الخامسة: معرفة الناس بأن يكون بصيرًا بمكرهم وخداعهم، ليكون حذرًا منهم لئلا يوقعوه في المكروه.
وإليك ما ورد في ذلك، نقل الميموني عن الإمام أحمد ﵁ أنه سئل عن حديث، فقَالَ سلوا أصحاب الغريب فإني أخاف أن أتكلم في قول رسول الله ﷺ بالظن فأخطي.
وقَالَ أبو داود الطيالسي: سَمعْتُ شُعْبةَ قَالَ: سألتُ الأصمعي عن حديث النبي ﷺ: «إنه لَيُغَانُ على قلبي»، ما مَعْنَى يُغَان؟
قَالَ: فقَالَ لي هذا الحديث عن رسول الله ﷺ؟ فَقُلْتُ: نعم. فقَالَ: لو كان عن غير النبي ﷺ لَفَسَّرْتُ ذلك ولكن عن النبي ﷺ لا أَجْتَرِئُ عليه.
وعن الأصمعي عن مُعْتَمِرُ بنُ سُليمان عن أبيه قَالَ: كانوا يتقون حديث النبي ﷺ كما يتقون تفسير القرآن.
وكان الإمام أحمد يجيء إلى أبي عبيد يسأله في الغريب روى ذلك الخلال.
وقَالَ ابن عباس: إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله وقَالَ كان رسول الله ﷺ إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء.
وقَالَ الشعبي: لا أدري نصف العلم.
وقَالَ أحمد في رواية المروذي: كان مالك يسْئَلَ عن الشيء فَيُقَدِّم ويؤخِّر يَتَثَبَّت وهؤلاء يقيسون على قوله ويقولون: قَالَ مالك.
وعن علي بن أبي طالب ﵁ قَالَ: من عِلْمِ الرجل أن