أوقفني في قف وقال لي إذا قلت لك قف فقف لي لا لك ولا لأخاطبك ولا لآمرك ولا لتسمع مني ولا لما تعرف مني ولا لما لا تعرف مني ولا لأوقفني ولا وليا عبد ، قف لا لأخاطبك ولا تخاطبني بل أنظر إليك وتنظر إلي فلا تزل عن هذا الموقف حتى أتعرف إليك وحتى أخاطبك وحتى آمرك فإذا خاطبتك وإذا حادثتك فابك إن أردت علي البكاء وإن أردت على فوتي بخطابي وعلى فوتي بمحادثتي . وقال لي إذا قلت لك قف فوقفت لا لخطابي عرفت الوقوف بين يدي وإذا عرفت الوقوف بين يدي حرمتك على سواي وإذا حرمتك على سواي كنت من أهل صيانتي . وقال لي إذا عرفت كيف تقول إذا قلت لك قف لي فقد فتحت لك الباب إلي فلا أغلقه دونك أبدا وأذنت لك أن تدخله إلي فلا أمنعك أبدا ، فإذا أردت الوقوف لي فاستعمل أدبي ولك أن تدخل متى شئت وليس لك أن تخرج إذا شئت ، فإذا دخلت إلي فقف ولا تخرج إلا بمحادثتي وبتعرفي فما لم أحادثك وما لم أتعرف فأنت في المقام مقام الله وإذا تعرفت إليك فأنت في مقام المعرفة . وقال لي إذا قلت لك قف لي فعرفت كيف تقف لي فلا تخرج عن مقامك ولو هدمت كل كون بيني وبينك فألحقك بالهدم ، فاعرف هذا قبل أن تقف لي ثم قف لي فلا تخرج أو أتعرف إليك بما تعرف مني . وقال لي لو جاءك في رؤيتي هدم السموات والأرض ما تزيلت ولو طاربك في غيبتي طائر بسرك ما ثبت ، ذلك لتعلم قيوميتي بك واستيلائي عليك . وقال لي أيهما تسألني الرؤية لا عن المسئلة أم الغيبة على المسئلة ، الغيبة قاعدة ما بين وبينك في إظهارك . وقال لي ألا تعلقت بي في الوارد كما تتعلق بي في صرفه . وقال لي التعلق الأول بي والتعلق الثاني بك . وقال لي التعلق بي في الوارد لا يصرفه لا لإقراره ولا لمكثه ولا لزواله . وقال لي قل يا من أورده أشهدني ملكوت برك في ذكرك وأذقني حنان ذكرك في إشهادي فأرنيك مثبتا حتى تقوم بي رؤيتك في إثباتك ووار عني ما ارتبط بالثبت مني ومنه وناجني من وراء ما أعلمتني حتى أكون باقيا بك فيما عرفتني وسر بي إليك عن قرار ما يستقر به وصفي بوصفي ونادني ، يا عبد سقطت معرفة سواي فما ضرك ثبت تعرفي لك هو حسبك .
67 - موقف المحضر والحرف
مخ ۱۱۴