أوقفني في أدب الأولياء وقال لي إن ولي لا يسعه حرف ولا يسعه تصريف حرف ولا يسعه غيري لأني جعلت له من وراء كل خلق علما بي . وقال لي أدب الأولياء ألا يتولوا شيئا بهمومهم وإن تولوه بعقولهم . وقال لي مقام الولي بيني وبين كل شيء فليس بيني وبينه حجاب . وقال لي سميت ولي ولي لأن قلبه يليني دون كل شيء فهو بيتي الذي فيه أتكلم . وقال لي قد عرفتني وعرفت آيتي ومن عرف آيتي برئت منه ذمة العذر فإذا جلست فاجعل آيتي من حولك ولا تخرج عنها فتخرج من حصني . وقال لي أما أن تدعوني فأتيك وأما أدعوك فتأتيني . وقال لي قل لأوليائي قد خاطبكم قبل هياكلكم الطينية ورأيتموه ، وقال لكم هذا كون كذا فانظروه وهذا الكون كذا وانظروه فرأيتم كل كون أبداه رأى العيان فكذلك سترونه الآن ، ثم دحا الأرض وقال لكم انظروا كيف دحوت الأرض فرأيتم كيف دحا الأرض ، وقال لكم أريد أظهركم لملكي وملكوتي وإني أريد أن أظهركم لبرياي وأكواني وملائكتي وإني سوف أخلق لكم من هذه الأرض هياكل وأظهركم فيها آمرين ناهين مقدمين مؤخرين .
62 - موقف الليل
مخ ۱۰۵