أوقفني وراء المواقف وقال لي الكون موقف . وقال لي كل جزئية من الكون موقف . وقال لي الوسوسة في كل موقف والخاطر في كل كون . وقال لي طافت الوسوسة على كل شيء إلا على العلم . وقال لي العقود قائمة في العلوم والوسوسة تخطر في أحكام العلوم . وقال لي إذا جاءتك الوسوسة فانظر إلى مجيئها ومنصرفها واعتراضك عليها ترى الحق وتشهده وهو ما تنفيها به وترى الباطل وتشهده وهو ما نفيت . وقال لي من تعلق بالكون عرض له الكون . وقال لي الوسوسة في علم من أعلام التحريض علي . وقال لي قد جاءتك معارفي بلطفي وأسفر لك تكلمي عن حبي . وقال لي كل شيء يصدرك إلي يصدرك ومعك بقية منك أو من غيرك إلا الوسوسة فإنها تصدرك إلي وحدك . وقال لي الوسوسة ردي إياك إني بالقهر . وقال لي انظر إلى الوسوسة عم تخرجك فلن تصلح إلا على مفارقته وبم تعلقك فلن تصلح إلا عل التعلق به . وقال لي الجهل وراء المواقف فقف فيه وراء مقام الدنيا والآخرة . وقال لي من لم يستقر في الجهل لم يستقر في العلم . وقال لي الجهل وراء المواقف فمن أدرك علوم المواقف . وقال لي اختم علمك بالجهل وإلا هلكت به ، واختم عملك بالعلم وإلا هلكت به . وقال لي كلما على التراب من التراب فانظر إلى التراب تذهب عما هو منه وترما قلبه عن عينه في مرآى العيون لعينه فلا تخطفك عيونه . وقال لي اتخذ أعوانا لتقلب فإذا لم تنقلب عينك فلا أعوان . وقال لي لا يكون لا أعوان حتى يكون لا زمان ولا يكون لا زمان حتى يكون لا أعيان ولا يكون لا أعيان حتى لا تراها وتراني . وقال لي إذا حزنك أمر فالباب فإن حزنك في الباب فالوقفة فإن حزنك في الوقفة فالوقفة . وقال لي الوقفة هي مقامك مني وكذلك وقفة كل عبد هي مقامه مني . وقال لي خاطب من خاطبت بمبلغه الذي يحب أن يذكرني فيه فهي حاله التي عليها ما يقر . وقال لي لها من خاطبته برغبته وانقطع من خاطبته برهبته واتصل من خاطبته بمبلغه . وقال لي إن كان النعت مبلغا فهو مبلغ لا نعت ، وإن كان النعت لا مبلغ فهو نعت . وقال لي المبلغ منتهى النسب والنسب منتهى السبب . وقال لي دام النسب ما دام السبب ودام السبب ما دام الطلب ودام الطلب ما دمت ودمت ما لم ترني فإذا رأيتني لا أنت وإذا لا أنت لا طلب وإذ لا طلب لا سبب وإذ لا سبب لا نسب لا حد وإذ لا حد لا حجبة . وقال لي المعرفة التي ما فيها جهل هي المعرفة التي ما فيها معرفة . وقال لي العلم الرباني لا يتعلق بالعبودية ولا تستقر عليه . وقال لي اعرف المعرفة تعرف المعرفة ، اعرفني تعرف بي ، ولن تعرفني حتى لا إلا ما تعرف ولن تجهلني حتى لا إلا ما تجهل فلا أنا ما عرفت ولا أنا ما جهلت . وقال لي المعرفة من كل شيء حدك الكل من كل كلية حدك الحد من كل حدية منتهاك الجزء من كل جزئية تقلبك . وقال لي إن بقيت للباطن عليك إمرة فقد بقيت للظاهر عليك فتنة . وقال لي إذا نفيت ما سواي لقيتني بعدد ما خلقت حسنات . وقال لي ما كل من نفى سواي رآني ومن رآني فقد نفى ما سواي . وقال لي لا تكون عبدي حتى أدعوك بلساني إلى السوى فتجيب الدعاء وتنفى السوى . وقال لي أنت عبد السوى ما رأيت له أثرا . وقال لي أثر كل شيء حكمه . وقال لي إذا لم تر للسوى أثرا لم تتعبد له . وقال لي لا تبع ما عرفتني فيه من حالك بما لم تعرفه . وقال لي هيمنت الرؤية على المعرفة كما هيمنت المعرفة على العلم . وقال لي إن أثبت السوى ومحوته فمحوك له إثبات . وقال لي من رآني شهد أن الشيء لي ومن شهد أن الشيء لي لم يرتبط به . وقال لي ما ارتبطت بشيء حتى تراه لك من وجه ، ولو رأيته لي من كل وجه لم ترتبط به . وقال لي من لم يرني رأى الشيء لي ولم يشهده لي ، وما كل من رآني شهد ما رأى . وقال لي الشهادة أن تعرف وقد ترى ولا تعرف .
37 - موقف الدلالة
مخ ۶۷